[ كُل المُنى أنتِ ]
[ 35 ]
( الفصل الثـاني )
الموافق/ 30 يونيو
اليوم/ السبت
الساعة/ 9.30 مساءً
{ ثـورة وجـــع ‘! }
(( غـرفة منى.. اجتماع البنات ))
حوراء: يعني بنسبة 70% انتي شنو انطباعش ؟ شنو رايش ؟
قالت واهي تحرك عينها: بنسبة 70% ؟
حركوا روسهم مع بعض بحماس، قالت بهدوء: موافقــة ..!
صفرت يزووي بصوت عالي وحوراء وشوق صرخوا بنفس الوقت وعلياء حضنتها: حلفيييييي منوووووي ؟! من صدقش ؟
ضحكت بخفة: شفيكم علي! ليش اجذب مثلاً ؟
علياء: يعني عجبش ؟
حركت راسها وكتوفها: احم هههه مدري، انتو قلتوا مبدأياً
قالت شوق: يالله يالله بنات خلووا العروس بروحها تفكر لا تشغلونها
ضحكت منى بصوت عالي: حششى سويتوني عررووس لا تتفائلون وايد!
يزوي: هاا ؟ توج تقولين موافقة
منى: كلشي يتغير
علياء: يعني ؟
منى: يعني اللي يعني .. توني طالعة خلووني اخذ نفس عااد
حوراء: بنات يالله قوموا نطلع خلووها بروحها .. لازم ترتاح " وغمزت لها "
واهي نزلت راسها بخجل وظلت ساكتة، وانسحبوا كل وحدة من الغرفة ... أما يزوي فكانت هذي فرصتها عشان توصل لغرفة جواد للمرة الثانية، وتجوف الظرف او أيّاً كان اللي ورا مكتبة التلفزيون وتطلع، لأن السالفة شاغلة بالها .. ما تدري شلون سكتت من امس لليوم واهي من داخل تشتعل! يحب بنت؟ غيري انا !! شلون ... لازم أتأكد ... آآه
دخلت الغرفة بعد ما تأكدت ان الكل نزل والطابق الثاني آمن ... وفتحت النوور وراحت للمكتبة على طول، لقت الظرف بمكانه، سحبته ... فعلاً كان ظرف ! وكان كبير .. لونه أبيض !!
فيه حزم أوراق وايد ... طلعتهم كلللهم ....
وقلبها طاح بين ضلوعها .. كانت صـور ! بحجم متوسط أكبر من كف اليد بشوي .. شنو هذا ؟!
صورة بنت، جميـلة، ربّانية ! عيونها شي خيال ! ... هالة نورانية بويها، تلمست الصورة بأصابعها ومررتها على ملامح وجه البنت، وحست بقشعريرة ما تدري ليش ؟!؟! حست بإحساس مخيف، ولفت على الصورة الثانية، كانت نفسها ... ويها مدور، حجاب أسود ملائكي محتضن ويها، وخصلة ناعمة تبين من طرف إذا ركزت بالملاحظة، عطتها جمال أكثر !!! حواجبها خفيفـــة وعيونها فيروزية ورموشها ناعمة .. خشمها سيف وحااد! وشفايفها مليانة ووجناتها مرتفعة .. ذقنها صغير وفيها مثل الخفقة فيه ... في شي غريب بالصورة!؟ لفت على الصورة الثالثة بعد نفسها، والرابعة والسادسة والسابعة!
كانو 8 صور ! ... كللهم مثل الشي ! مافي فرررق ! الصورة التاسعة كانو طفلين صغار ... حاملين آيسكريم ولابسين شورتات صغار وبدون فانيلات ... اشكالهم كاانت حلوة وبريئة، ابتسمت بين دموعها اللي كانت تنزل بدون ما تدري ليش ؟!!
الصورة الثالثة كانت صورة مرت خالها، [ أم جواد ] واللي بعدها صورة ريال لابس جاكيت طويل لتحت الركبة، وشكله مميز وهيبة .. ركزت بالصورة! هذا ربيعه حسيييييين! عررفته ..!
والصورة الأخيرة كانت صورة تجمع بين جواد وحسين وثنتين صغار، وابتسمت لما تذكرت التوائم ولما جافتهم بالمجمع ووحدة منهم كانت حرارتها مرتفعة !
رجعت لصورة البنت .. وما تدري ليش لفت على الصورة، كان مكتوب شي ... طالعته بتدقيق [ حياتي بيديكِ zj ]
ما شالتها ريولها ونزلت على الأرض بشوي شوي وسند ايدها على الارضية ... والصور بيدها واهي تصيح .. من ذي ؟ يحبها ؟! يحـب؟!
يحـب يايزوي .. واللي يحبها مو هينة! جمالها ينافس جمالج ! ياربي ... باباتي تعال لي! شيلني تكفى! ماما انا محتاجة لج !
حست نفسها مشلولة ... الآمال والأحلام اللي حلمت فيها .. كلها تبخرررت! يحـب ؟!
شو بتسوين يا يزوي ؟! يحـب ومن قـلب ؟! حيـاته بيدها ؟! .. ياربي قلبيييي شوو هالويع الفضيع، يارببي محد يجوفني غيرك .. ياربي محد يعلم فيني غيرك! ياربي ساعدني أبا أشيل نفسي!
ويودت ريولها واهي تصيح وتكتم شهقاتها لا تصرخ ويسمعها كل من في الكون! ريولي ما تشيلني ... يـاربي ... أنا ليـــش حبيته !؟ ليــش ؟!
ورمت نفسها على الارض كانها ساجدة واهي تصيح بحررقة لأول مرة تحس فيها ... الجدران وأسراره أوراقه والصور الأشرطة والكتب كلشي يشهد لحظة انهيارها وانكسارها واحتضار الأمل بداخلها ...
============
(( حمـدان ..10.00 مساءً ))
كانو بالصالة مجتمعين، ما عدا يزوي اللي كانت في بيت خالها وناصر اللي راح ينام بغرفته ....
حمدان كان جنب زوجته ولاصق كتفه بكتفها، مسك يدها وهمس لها لا ينتبهون له عياله: اباج فسالفة، ما اقدر ااجلها، سيري الغرفة وانا بيي وراج
طالعته بنظرة: شو صاير ؟
خفض صوته: اشش لا يسمعونج، سيري وانا بسير وراج ....
هزت راسها، ووقفت: تصبحون على خير، انا بسير انام
ردّوا كلهم: وانتي من اهله
نطت ميثا لحضن أبوها: بابا
حضنها: نعم بابا
ميثا: ممكن تزيد لي مصروفي هذا الشهر ؟
حمدان: حق شو حبيبتي ؟
ابتسمت له: ابا اشتري لي شي وصديقتي اللي معاي بالكلاس عيد ميلادها بعد اسبوعين وابا اشتري لها هدية
حمدان: حبيبتي انتو خلصتوا مدرسة وما بترجعين هالشهر
قالت: ادري ... بخبر محي الدين او راهول يشلونها لها، انا اعرف وين بيتهم
ابتسم لها: طيب حبيبتي، من عيوني ... انا بسير انام، وانتي بعد سيري هب زين السهر لج
هزت راسها واهو التفت لسيف ويوسف اللي كانو مندمجين في التلفزيون يطالعون فلم أجنبي، قال: السيف
التفت له سيف: لبيه
حمدان: لبيت حايّ .. بكرة لا تنسى الاجتماع اباك تكون موجود مبجر
هز راسه: إن شاء الله ابوية لا توصي
ووقف على طوله : تصبحون على خير ..
ومشى لغرفته ولما وصل لممر الغرفة رفع ثووبه وررركض ودخل الغرفة بسرررعة، طفررت نرجس خايفة لما جافته ياي مسرع وصرخت: شوو صاير ؟
مسكها من يدينها وظل يدور واهو يضحك، واهي تطالعه مستغربة وتضحك وياه بس بدون ما تعرف السبب، ووقف وحضنها من قلب: ناني أحبـــج أقسم بالله ورب الكعبة أحبج
ضحكت: هههههههه شو صاير ؟ حمداان شو فيك ؟ تخبلت ؟!
مسك ويها: هيه تخبلت تخبلت تخبلت يوم عرفتج وحبيتج انتي شو سويتي فيني ؟
حطت يدها على جبينه: حبيبي انت صاحي ؟!
مسك يدها وباسها وقال واهو يجرها: تعالي معاي يلسي وانا اقوولج اذا انا صاحي اولا
مشييت معااه مسلوبة الارادة وقعدت على الكنبة جنبه وقالت بلهفة: حمداان انا اول مرة اجوفك فرحان جيه! شو صاير ؟ فرحني معااك!
قال بفررح واهو ماسك يدها وما يوقف عن هزها: نررررجس انا بتزوج عليج
طالعته منصدمة واهو ضحك بويها، قالت بصدمة: شوووووووووووووووو ؟
ضحك بصوت عالي: فدييييييييييييتج
حررت يدها من يده: حمدان تخبلت انت؟ شوو يالس تقول ؟!
وطاحت دمعتها واهو زاد ضحكه، قالت: تضحك ع شوو ع سواد ويهك؟ أكرررررررهك
حاول يكتم ضحكه ويتكلم بس مب قادر فقد حتى قوته من شدة الضحك، حضنها مرة ثانية واهي ضلت تصيح وتضربه، وسكت لثواني يلتقط انفاسه: حبيبتي سمعيني
ابتعدت عنه: سيرر عني، انا تتزوج علي ؟ يالخام
ضحك: بلاج طايحة فيني سب ؟ انا خام ومسود ويه!؟
صرخت: هيـــه
قال بسرعة: سمعيني للآخر
دفرته وابتعدت عنه، اهي تدري انه يمزح، بس مجرد وصول الفكرة لبالها تتجنن بشكل مو طبيعي، مسكها من ذراعها: اقسم برب الكعبة بيكون هذا الخبر أسعد خبر سمعتيه بحياتج
قالت بطنازة: انك بتتزوج علي ؟
ضحك وقاطعته: انت بلاك اليوم هب رايم تسكت عمرك؟ شوو شو شارب اليوم !؟
ابتسم: حبيبتي انا فرحان لأن انا ادري انج بتفرحين لما اخبرج!
رصت على يده اللي ماسكة يدها وركزت على نظرته، بريقها غير، اول مرة تجوف حمدان يتصرف بهالطريقة، قالت بصوت همس: شو صاير ؟
ابتسم وظل فترة ساكت واهو يطالع ويها، قالت بسرعة: هب وقته تتأمل في ويهي حمدان قو
قاطعها بهدوء: يوسف رمسني امس
مسكته من ثوبه بخوف وتشبثت فيه تحس ان قلبها بيطيح: هييه ؟ وشو قال ؟
مسح على شعرها بحنان: قال ان انا ابا اتعالج واحاول امشي من يديد
صرخت بصوت عالي: لاااااا
حركت راسها يمين وشمال ودموعها تطيح مب مستوعبة، حضن ويها بين يدينه وقال واهو يهز راسه: بلى حبيبتي هاي الصج، اهو قالي .. فديتج لا تبجين
مسكت يده وباستها واهي تصيح: حمدان انت ترمس من جد؟ انا في حلم والا علم! تكفى اذا انا في حلم لا توعيني .. ولدي انا بيمشي مرة ثانية؟
هز راسه واهو يكابر الدموع اللي انرسمت بعيونه لما جاف فرحتها: ان شاء الله حبيبتي، بإذن الله
تركت يده وطلعت تركض لبره القاعة وين ما قاعد ولدها ونور عيونها وحبيب قلبها اما حمدان فسند راسه وجسمه على الجدار واهو يتنهد، وغمض عيونه ورفع راسه لفوق وقال بهمس: الحمـدلله، الحمـد والشكر لك يـارب!
============
(( جـواد .. 10.00 ))
ركب سيارته وهو يحط التلفون على أذنه: هلا حبي
بشاير: هاي حبيبي
جواد: هايات، شلونج ؟
بشاير: بخير وانت ؟
جواد: تمام ... وحشتيني من زمان ما سمعت صوتج
ضحكت: توني أمس مكلمتك الصبح
جواد: من أمس للحين! جوفي ساعتج، الحين 10 بالليل !
وتنهد وقال من قلب: والله وحشتيني شوشو
بشاير: حياة شوشو انت ... جوااد ابا اطلب منك طلب
جواد: عيوني لج، آمري حبيبتي
بشاير: أبا أجوفك يوم الجمعة
جواد: بس ؟ ما طلبتي شي، انا أصلاً مشتاق لج .. وين بتكونين؟ وانا ايي لج سيراً على الاقدام اذا تبين
ضحكت: ههههههههههههههه لا ما ابيك تيي سيراً على الأقدام، حبيبي أنا وصديقاتي عندنا حفلة وبنروح جسميز بعدها بنتمشى، ونوف وسلمى يفوشرون قبالنا باللي عندهم ... انا ابا اراويهم منو حبيبي، ممكن ؟
دق قلبه: من نوف ؟
قالت بقرف: نوف عبد الاله حياتي ... اللي هاوشتها عند المدرسة، كانت رفيجة علياء اختك
ابتسم ببرود: ما طلبتي شي... رقبتي سدادة، وانا اصلاً مشتاق لج، على الوعد إن شاء الله
وقال بعد ما سمع خط يديد واصله: لحظة حبيبتي
وطالع الشاشة، [ أبو علي يتصل بك ]، رجع للخط: حياتي بكلمج مرة ثانية، هذا رفيجي متصل
بشاير: اوكي بكلمك بكرة الصبح، اجوفك على خير
جواد: تصبحين على خير، باااي
بشاير: وانت من اهله
جواد: أحبج
بشاير: وأني بعد
قطع التلفون ورجع اتصل في حسين: هلا بو عليوي
حسين: هلا بيك، شفيك صار لي مرتين اتصل وانت جاري الانتظار
جواد: أكلم واحد من الربع، شخبارك ؟
حسين: بخير، وانت شلونك ؟
جواد: تمااام لااه
قال بتردد: جوااد .. اممم ابا اكلمك بموضوع
جواد: آمر حبيبي
بلع ريقه: مو الحين، انا مشغول هاليومين، الجمعة اوكي ؟
ضحك: شصاير فيكم على يوم الجمعة؟
حسين: ليش شفيه يوم الجمعة ؟
ابتسم: ماكوو بس عندي موعدين وانت الثالث ..
حسين: يعني تقدر اولا ؟
جواد: افاا بس .. انت تآمرني بأي وقت، المغرب نتلاقى؟
حسين: خيرر ... عند القلعة ؟
جواد: اوكي صار ...
حسين: فمان الله
سكره ونزل من سيارته ودخل البيت، كانت امه بالصالة مع اخته علياء، وراح للدرج بيروح غرفته بيبدل ثيابه وبينزل عشان يتابع فلم بينعرض بعد ساعة، والرسيفر بغرفته خربان، تقرب من غرفته بيفتح الباب وقبل لا يحط يده حس إن في صوت ... ظل على وضعيته واقف يترصد الصوت ... صوت نوح؟؟ وحركة .... فتح الباب بهدوء واتخرع لما شاف ظل طويل واقف ... ظل منصدم ... وصاحب الظل ما انتبه له لأنه مشغول بصدمة !!!
طالعها من ورااا ... شعرها الأسود مرفوع مثل ذنب الخيل ويدها ترتجف بشكل مخيف واهي تصيح بصوت هادي، سكر الباب بهدوء ... تقرب منها من ورااا .. ما يعرف أي مشاعر تلخبطت بداخله ... وقوفها بغرفته !! شكلها !! أثيريتها! تطفلها على خصوصياته !! قال بهدوء قاتل: يزوي
وصرخت واهي تلتفت : يممممه
وتناثرت كل الاوراق اللي بيدها للهوا ... وحطت يدها على صدرها لما جافته واقف قبالها ... ونزلت الأوراق بهدوووء واهي تتهاوى في الهوا إلى الأرض .. واهو رمش بعيونه واهي غمضتها خايفة !
طالع حوالينه ولما جاف صور [ حبيبته ] متناثرة على الارض ... قالها بنبرة حادة وصارمة واهو يستعد لمعركة عنيفة: انتي شلون تتعدين الحدود وتدخلين غرفتي وتفتشين بخصوصياتي ؟ من سمح لش ؟؟؟
فتحت عينها برعب واهي تداري دموعها اللي غسلت ويها وواختلط وجعها بالكحل الاسود اللي جرح خدودها وحتى شفايفها من كثر الدموع: جـوااد
تقرب منها بشيطانية وصرخ: انتي شسوووين هني ؟
رجعت على ورااا وتسندت على الجدار واهي تحرك راسها خايفة منه، نظرته مو على خير، مو خيرررر، مسكها من ذراعها وعوجها على ورااا وواجه ويهاا بالجدار وولصق فيها واهو يرص بأسنانه ويتكلم عند أذنها: شتبيني اسوي فيج ؟
صرخت بصوت واطي واهي تتألم من قلب: جواااد ذراعي تألمني
صرخ في أذنها وارتعبت أكثر: واكسرها لش بعد، شتبيني اسوي فيش ؟ هااااا
ولفها بقووة ناحيته لحتى ما تناثر شعرها على كتافها والتصقت خصلاتها بويها المتغسل بالدموع، واهي لازلت تصيح وتحس نفسها ميتة من الرعب، قال واهو يزفر بقهر وعيونه شرار: شتبيني اسوي فيش؟ ادفنش بهالغرفة ؟ احبسش فيها وما اخليش تطلعين؟ قولي لي شسوي فيش؟
وصرخ: ليش داخلة هني وتفتشين؟!
قالت واهي تصيح وتترجاه: تكفى اتركني تكفى جوااد والله ما اعوودها
ضحك بقهر: ههههههههههااي ضحكتيني! تنكتين حضرتش؟ ما تعودينها هاا؟ انا مو قلت لش لا تتجرأين على خصوصياتي؟ تبيني احش ريولش الحين !؟
هزت راسها بـلاااا لاالاا واهي تحاول تخلص ذراعها من يده اللي تحس إنها اخترقت ضلوعها وعظامها وتألمها بشكل فضيع: جوااد آسفة .. اتركني بروح بيتنا
دفعها على الجدار لين ما طاحت على الارض وانضرب راسها على الطوف ولمت نفسها واهي ترتجف ونزل على ركبته ورفع حاجبه: دخول الحمام مب مثل خروجه يـاااا ...... بنت حمدان!
دفنت راسها بين ذراعينها على ركبتها واهي تصيح ميتة خوف: تكفى خلني اروح، اذا عرفت ماما ان انا هنا بغرفتك بتدفني، بيفهمووني غلط تكفى خلني ارروح
صرخ بصوت عالي: غبيــة وطوول عمرش غبية، عواطفش الساذجة بتوديش في آخر دنيا، انتي ليش تنبشين في أرض خالية !؟ انا مو قلت لش قلبي ميت ومدفون؟ ليش مصررة تغريني بأي طريقة؟ انتي ما تستحين على ويهش ؟! موو عيب عليش تدخلين غرفة ريال ؟
انتحبت بصوت عالي وقالت: بسسسسسس بسسس تكفى اسكت، قلبي يعورني حررام عليك .. انت ليش جاسي جييه ليييش
بعد ذراعينها عن ويها ومسكهم بقوة وواجهها: جوفيني ! طالعيييييني
انتفضت اكثر واهي تجوف عيونه ووقف ورفسها بريوووله بقوة على خاصرتها واهي صرخت من قوة الضربة، ونزل بسرعة وحط يده على فمها بقووة وصرخ في ويها واهي تطالعه برعب: تبين تعرفين من اهو جواد ؟ تبين اطلع لش حرة المجمع وعنادش ؟ تبين اطلع الحين حررة كلمة ووقح اللي قلتينها لي وانتي تنزلين من السيارة؟ تبين اراويش شلون تقولين انا مو ريال ؟! تبين أراويش صنعي فيش عشان تتجرأين مرة ثانية تمسكيني من قميصي وتتقربين مني وتحاولين تغويني؟ تبين الحين اراويش شلون يكونون الرياييل ؟
بعدت يده عن فمها وحست نفسها تختنق، مو وقتش يا نوبة الربوو مو وقتش! دفعته عنها ولما حاولت ترفع جسمها انفتـــــــــح البـــاب فجـأة .. والتفتت برررعب واهو التفت للباب، قلبها كااان يدق بشكل فضيع، ياويلي وسواد ليلي! انفضحتي واسود ويهج يا يزوي ... وانقطعت افكارها لما سمعت صرخة منى وعلياء بنفس الوقت، واهم يجوفون هالوضع الغريب، ركضت يزوي وتشبثت بمنى كأنها حبل النجاة أما جوااد فوقف متوجه لها ومنى حضنتها بخووف وسط أصوات وصريخ وغضب والكل ضايع، علياء دفعت جواااد واهي خايفة لا يصير في يزوي شي، اهي عرفت عصبيته وجافت قسوته على جلدها ومشاعرها، قاست كل أنواع العذاب، بحزام بنطلونه اللي علّم على ظهرها، بيده القاسية واهي تلطم ويها، بكل شي يحضر بيده، بس اهي تحملت وصبرت عشان تدافع عن حبها وتظفر فيه، وصبرت لأنه اخوها، لكن بهالوقت وهاللحظة اهو لازم يتوقف، لأن اللي قاعد يمد يده عليها، اهي بنت عمته، غير محلة عليه، هذا الشي اللي لازم كانت تفهمه يزوي ولازم الحين اهوو يدركه، دفع عليااء بقووة وطيحها على الأرض والتفتت ليزوي اللي تهذي وتصيح لمنى: منى والله آسفة والله ما أعودها قوولي له يتركني بحالي والله ما اعودها
صرخ: تعااالي هنني
هزت راسها: لاااا
صرخ بصوت اعلى : تعااالي هنني اقوولش
منى كانت ترتجف، وعلياء بموقف لا يحسد عليه، شقاعد يصير ؟ يزوي شنو اللي يابها في غرفة جواد ؟! وليش كل هذاااااااا ؟
تقررب جوااد منهم ومسك يزوي من كتفها لكنها رفعت يدها وبدون قصد منها شمخته بأظفورها الطويل في رقبته واهو غمض عيونه وحط يده مكان الجرح متألم، ولما جاف الدم اهي صررخت، اهي تخااف من الدم! تخااف منه، علياء وقفت ومسكت يزوي وطلعت معاها من الغرفة واهي تركض قبل لا يقتلها،
ومنى مسكت جواااد اللي كان يطالعها بغضب ويهددها: قلت لش هديني لا اقتلش انتي وياها
قالت واهي تمسكه بقوة وصوتها يرررجف: عشان خاطري ياخوي تكفى عشان خااطري
صرخ في وجه منى: والله ان ما هديتني ما بصير خير، انا تدخل غرفتي وتفتش في خصوصياتي ؟
كانت ماسكته بقوة من بطنه، قالت واهي ترجف: صل على النبي، اذكر الرحمن بصدرك .. قول لا إله إلا الله .. اذكر الله جواد
غمض عينه وهمس: يـــا الله
وظل ساكت ومنى ماسكة ذراعه لين ما هدأ تدريجياً من أول ما ذكر اسم الله، وقعد على الأرض، واهو يطالع الصور متناثرة حوالينه ورجعت النار بداخله تشتعل طالع منى اللي قاعدة قباله على ركبتها واهي ماسكه يده اليمين وراصة عليها، قـال: جافت صورها !! خالفت قوانيني وفتشت في خصوصياتي، احس اني ابي اقتلها
قالت بهدوء واهي تطالع عيونه: اذكر الله .. وغلاة المرحومة لا تسوي بيزوي شي، تراها متهورة ومشاعرها اهي اللي تحركها
قال بقهر: ومشاعرها هذي بتوديني انا وياها بألف داهية
سكتت لأن ما فهمت شنو قصده ولا حبت تسأل عشان لا تزيد الأمور، وظلت على وضعيتها واهي ترص على يده عشان ما ينفعل مرة ثانية
============
(( سيـف .. 10.30 مساءً ))
كان يضحك بشكل هستيري مب قادر يسكت، ويوسف وياه، قال يوسف: أنا أول مرة اجوف اماية جذه
سيف: ههههههه ياربي! جفتها شقايل هجمت عليك واهي تبوسك ههههههههه ما اتخيل هههههههههه كانها داخلة معركة طاحنة! حسيتك ههههههه
يوسف: هههههه بس عااد لا تتطنز على اماية
سيف واهو يكمل: ههههههههه حسيتها بتخنقك واهي حاضنتك وتصيح ...
ابتسم يوسف: هههه فديتها امااية
قال سيف: أماية فيها شي مميز، على إنها أمنا وكبرت ووصلت لمنتصف الأربعين، إلا أن روحها ما تغيرت كانها بنت عشرين
قال يوسف بجرأة: هيه عشان جذه أبووية يموت ع التراب اللي تمشي عليه
ضحك سيف: صدقت ... و" قال بابتسامة وهدوء " أتمنى تكون شريكة حياتي بالمستقبل مثل أماية .. بكل سلبياتها وإيجابيتها
يوسف: وأنا بعد
سيف: ههههههه لا تقلد ..
ضحكوا وسكتوا فترة طويلة مندمجين بالتلفزيون....
يوسف: سوّاف
ردّ واهو متمدد على الكنبة ويحرك يده في شعره: همممم
يوسف: يزوي لين الحين ما ردت البيت، سير بيت خالي ييبها
سيف: شوي وترد لا تخاف عليها
يوسف بقلق: قووم سيفان .. انا خايف عليها، ما يجوز ترجع بهالوقت بروحها بالشارع بنت عذرا وصغيرة سيير لها يا اخوي
طالعه بنظرة متمللة: يوسف والله مالي بارض انا ابا اسير غرفتي عسب انام هب رايم اشيل عمري
يوسف: تكفى يا سيفان بس هالمرة، واذا ما راح تسير انا بسير بكرسيي ارروحي
قعد سيف: خلاااص بسيرر لا تيلس تحن شرات اماية
وحط شماغه على راسه وتعصم وطلع .. وفتح سيارته بالرموت، ورد تراجع، خطوتين وانا رااد حق شوو بعد اسير بالسيارة ؟!
وسكررها مرة ثانية وراح يمشي، وصل بيت خاله، ودق الجرس بس كان مبند، ابتسم، مرت خالووه لازم من تيي هالحزة بندت الجرس والباب بعد، بس اظاهر يزوي السبالة معطلتهم، والا باين انها راح تنام هني، شوو بلاني انا واقف هنيه ؟! ادش احسن
وفتح الباب وطالع الصالة بحذر، ما كان فيه احد، قعد بالقاعة شسوي الحين؟!، اتصل على تلفونها مسكرر! ورفع راسه وجمد ويهه لما جاف طيفها يتحرك في المطبخ قدام عيونه، دق قلبه [ عليـاء ؟! ] .. كانت تتحرك مرتبكة واهي تغسل كاس، نزل راسه وعيونه بسرعة، استغفر الله ... سامحني ياربي، بلع ريقه وجاهد انه ما يرفع راسه، لكنه غصباً عنه رفع راسه لما سمع شهقتها والكاس واهو يطيح على الأرض، وقف خايف وقال بسرعة: لا تتحركين .. لا يصيدج الزجاج بريولج
انتفض جسمه بشكل لا إرادي وهو يجوف حركتها العفوية واهي تحط يدها على شعرها، وعطاها ظهره وطالع حوالينه، لقى حجاب ورماه عليها وقال واهو يحرك بؤبؤ عينه يمين وشمال: احمم! يصير الف اولا؟!
قالت بهمس: امبلى ...
التفت لها وقال بابتسامة: سووري علياء، ياي آخذ اختي يزوي وما كنت ادري انج بالمطبخ
هزت راسها: حصل خير ...
ونطت القزاز وتذكرت فجأة يزوي اللي كانت تختنق فوق وياية تصب لها ماي، وشهقت وركضت بسرررعة لغرفتها وفتحتها .. لقت يزوي على السرير ويها أزررق وصفير يطلع من صدرها واهي تحاول تفتح عيونها صررخت: يزوووي ؟! يزوووي ردي علي!؟
وبعد عدة محاولات فاشلة ركضت بسرعة إلى سيف: سيييف يزوي ما تتحرك
طفر من مكانه وفتح عيونه الناعسة على اقصاها، يزوي ما تتحرك!؟ بدون ما يعطي نفسه مجال للتفكير رركض بدون وعي ووقف متحير يروح أي غرفة وجاف غرفة علياء مفتوحة وركض ودخل، جاف اخته على السرير متمددة واهي مغمضة وويها ازرق، ضربها على خدها: يزووي ؟ حبيبتي شفيج ؟ يززوووي ارمسج ردّي عليّ
حط يده تحت رقبتها والثانية تحت ركبتها وحملها على صدره وسند ذراعها وراء رقبته ونززل بسرعة وعلياء وراه، قال إلى علياء: طلعي السويج من جيبي وسيرري بسرررعة فتحي سياررتي عند بيتنا اررركضي
طالعته متوترة شلوون تتقرب منه وتطلع سويجه، انقهر عليها وطالعها بنظرة حمقانة ونزل يزوي بحذر على الكنبة وطلع يركض وحس ان الزمن بطيييييء لين ما وصل لبيتهم اللي كان يفصل بينه وبين بيت خاله بس شارع وفتح سيارته ووصل لبيت خاله، ودخل البيت مرة ثانية بلا احم ولا دستور، كانت منى واقفة جنب علياء ويحاولون يوعون يزوي ويرشحون ويها بالماي ورد، لكنه ما انتبه لهم وحمل اخته وحطها بالسيارة وضرب سلف ومشى، وكل شوي يلتفت لها، وعيونه دمعت، اختي بتروح من يدي، يـارب صـبرني! طاف اشارتين وما وعى للكاميرات اللي صادته ولا انتبه لها ولما وصل المستشفى حسّ إن قوته راااحت ... حطووها على السرير ولغرفة المعالجة بأسرع وقت ... أكسجـين تنفس .. ويـارب سترك .. !!
============
[ يتــبع ]