قالت واهي مندمجة بالتلفزيون: حسين، جلال صار له كم سنة من تزوج جمانة ؟
حسين: امم تقريباً 5 سنين، ليش ؟
ردت بهدوء: مجرد سؤال، شدّتني شخصيتها، دخلت قلبي بسرعة
حسين: جماانة إنسانة رائعة، أحترمها من قلب، احسها بمثل مكانة أختي مريم
ابتسمت: بشوشة ما شاء الله عليها، أحسها من ملامحها، تفهم وعقلها يوزن بلد، تدري كم عمرها؟!
حسين: 25 تقريباً، يوم يتزوجها جلال كانت توها داشة العشرين ..
ابتسمت: درست بالجامعة ؟
حسين: أي، وكانت تشتغل ببنك بس صارت لها مشاكل بالشغل وفنشت، واكا تدور شغل مرة ثانية
قالت بتردد: الله ما رزقهم بعيال للحين
حسين: الله كريم ويرزق من يشاء بغير حساب، جماانة تهضمت واايد، وتستاهل كل خير .. يكفي إيمانها بالله سبحانه، وصبرها وتقواها
قالت باهتمام: شلون تهضمت!؟
حسين: توفت أمها وأهي صغيرة، وعاشت بحضن أبوها .. تشتت واايد، سافرت إيران عند خالتها، وتوفت خالتها واهي عمرها 8 سنوات، وأخذها أبوها مرة ثانية وحطها عند مربية في لبنان، ولما تركتها المربية أخذها أبوها مرة ثانية وتزوج .. وزوجة أبوها عذبتها وورتها الوويل، لين ما كبرت، وجلال أخوي جافها بالجامعة وعجبته، وراح خطبها، أول شي ما وافقوا، وتقدم لها مرة ثانية وبعد رفضت، وتقدم لها المرة الثالثة وبعدين وافقت .. تصوري ليومج هذا ما عندها صورة لأمها الله يرحمها، يعني ما تذكر شكل أمها ابداً
سكتت منى وحست بألم داخلها، ياحرام .. في ناس جذي يعني عايشين معانا ؟ يعني قصص الافلام اللي نجوفها ممكن تكون واقع ؟ واحنا ما نحمد ربنا .. واللا اني متى قعدت آخر مرة مع أمي ؟ ما نحس بالشي الا لما نفقده، حست بخوف وتداركت بداخلها، الله يحفظ أمي وأبوي لنا ويجوفون عيالنا وعيال اعيالنا ...
قالت بعطف: يا حراام، صدق تعذبت وايد!
هز راسه: الله ما ينسى عباده، ما ياخذ الا يعطي، الله عوضها بجلال أخوي، ما امدحه لأنه اخوي، بس انا اعرفه واعرف زين اهو شكثر يحبها
ابتسمت وتمت ساكتة تفكر، تم يحرك شعرها وسألها: منووي، متى آخر مرة قصيتي شعرج ؟
قالت بتفكير: امم لما كنت في ثاني ثانوي، وكنت اول مرة اصبغه، ومن ذاك اليوم ما لمسته
حسين: صاير طويل، ليش ما تقصينه ؟
التفت وطالعته بعيونها: اقصه ؟
هز راسه: أي
هزت كتفها: مدري، ما اجا على بالي
حسين: تدرين اني ما احب الشعر الطويل ؟
فتحت عينها على اقصاها: والله ؟
هز راسه بابتسامة: امم اييه، احسه normal & traditional
وكمل: وانا ما تعجبني الاشياء التقليدية وايد، يعني احب بس! اممم مدري شلون افهمج قصدي، لكني احب الشعر القصير أكثر، احسه يوحي بالحيوية والنشاط، والعناد والفرفشة، ويصغر ويه البنت اكثر، عكس الطويل احسه جيي يدل على الثقل والقوة! باختصار انا احب التغيير، ساعات اجوف ان الطويل حلوو ساعات اجوف العكس
منى: الحين الزمن صار العكس، البنات شعرهم بوي والشباب شعرهم لجتفهم
حسين: انا ما قصدت قصات الشعر القصيرة وايد، البوي ومدري شنو، اقصد يعني التقطيع والقصير بحدود، تبين انها بنووتة!
قالت بهمس: اممم كانك قاعد تقنعني بكل الطرق
حرك عينه: اممم تقريباً
ضحكت واهو ضحك: اتكلم جد، قصييه
قالت: اني اول مرة اسمع هالنظرية، اغلبهم يحبون الشعر الطوويل والناعم والاسود وهالسوالف
قاطعها: انا غيررر، احب التغيير، وما احب الناعم على فكرة، اتمنى يطلعون بناتي شعورهم كيرلي
شهقت: فال الله ولا فالك، شعري ناعم وشعرك ناعم بيطلعون على منوو كيرلي
حسين: على يدّي السابع هههههههه، وشنو فيهم الكيرلي يعني؟ واحب السمراان بعد، مو الحنطااويين، السمراان الغامقيين
طالعته بنظرة واهو قال: انتي خابة روحج ببياضج يعني، ترى أكثر ناس يحتملون الامراض وعندهم مناعة ضد الشمس اهم السمران، وأهم أقل عرضة للتجاعيد في المستقبل ..
ابتسمت على جنب: اللي الله كاتبه بيصير، احنا قاعدين نخطط من الحين ...
قال: غيرتي الموضوع، احنا نتكلم عن شعرج
طالعته بعدم اهتمام: يصير خير
سكت واهي سكتت وتموا يطالعون التلفزيون، مسك يدها وقال بهمس: مناي بقولج شي
طالعته باهتمام: همم حبيبي قول
طالع عيونها: احتمال بعد اسبوعين .... و " سكت "
قالت: شنوو ؟ قووول
همس: أسافر
فتحت عينها على اقصاها ونشف الدم بويها، قالت بصوت مبحوح: هاا ؟
رص على يدها: مب أكيد، للحين ما اكدوا علي الشغل، السفرة لواحد غير بس الريال عنده ظرف وبصير انا بداله..
قالت والدموع بدت تتجمع بعينها: وين بتسافر ؟
وخى راسه: يا اما فرنسا يا اما مصر
ضغطت على يده وقالت واهي تصبر نفسها: كم يوم ؟
طالع عيونها: من 3 أسابيع إلى شهر
=========
(( يـزوي .. 4.00 مساءً ))
فتحت عينها بقهر: ميثا ووجع، بلاااج يالمزعجة
ميثا: بابا يباااج ... نشي يزووي من امتى وانتي نايمة
زفرت وقعدت: خلااص بيي، سيري انتي
طلعت ميثا وقامت يزوي على السريع، مدري بلاه باباتي اليوم، غسلت ويها وبدلت ثيابها ونزلت للطابق الارضي، لقت أبوها بالقاعة ويا كل أخوانها .. ما عدا سيف
سلمت وقعدت: باباتي شحالك
رد بهدوء: مااشكي باس، ومن صوبج ؟
تنهدت وتمددت ع الكنبة: تماام بس فيني نووم
حمدان: ما تغديتي ؟
يزوي: شبعاانة باباتي، اكلت وجبة سريعة يوم أرد من النادي وشبعت
حمدان: سيري المكتب وانا بلحقج
طالعته بوجل، شو صـاير ؟! قال لها: سمعتيني شو قلت ؟
هزت راسها وقالت بهدوء مخيف: إن شاء الله بابا !
ووقفت: بسير المطبخ بشرب ماي وبعدين بسير اوكي ؟!
رمش بعينه واهي راحت المطبخ وسمعت صوت أمها واهي تصارخ على سيف: يعني شوو من مخ عليك انت ؟ ما تفهـم ؟ شقايل تقووول له! تعرف الحين ان احنا بمصيبة عودة!
دخلت يزوي واهي تطالعهم باستغراب وسيف رد: انا ما قلت له يا اماية افهميني، اهو مدري شقايل فهم يعني شوو تبيني اسوي!
قالت يزوي: ماما ، سيفان، شو صاير ؟!
قالت أمها بعجز: تعالي جوفي المصيبة اللي طايحة فيها انتي، وكلللنا بنطيح فيها
دق قلبها بخوف وطالعتهم، قال سيف: يزووي، ابووي درى عن سالفة جوااد
شهقت: شووووووووووو ؟
قالت نرجس بتوتر: اخووج الذكي بيرمس وياه ع اساس يقنعه بسفرج، قام خرّ الاول والتالي
صرخ سيف: اماااية شو هالمذلة عااد، قلت لج انا ما كان قصدي، انا لمحت بس والله ما طريت اسم جواد، اهوو اللي رمس وقال لي كلشي، وانا والله ما رمست بحرف وااحد ولا طريت اسمه
نرجس: مو انت لو ما حاولت تتذاكى ما صار اللي صار
قالت يزوي بصدمة: يعني شوو ؟! سيفان جووااد صار فيه شي ؟ ابووي سوا به شي ؟!
سيف: وانتي هاا اللي هامج الحين
قالت نرجس: بالله شو اللي بهمها يعني ؟! انا اعرف حمداان زين .. يزوي ما راح تنمس منها شعرة، بتطيح ع راس جوااد ..
سيف: بس ابوية بالاول قال بفنشه وتراجع بعدين! يعني مافي شي من صوبه تجاه جوااد ولا راح يضره
قالت يزوي: المصيــبة صارت اكبر دامه ما فنشه! ياويلي ياويلي! امااية تلاحقي علي، جوااد بيصير ورا الشمس جان ابووية عرف اشياء زوود، امااية ابووية ينطرني يبا يرمسني، اكيد بهالسالفة! " وصاحت وحطت يدها على ويها "
حضنتها امها: لا تصيحين، خلينا نفكر بشي
قالت يزوي: نفكر بشوو ؟ انتي ترمسين عن ياهل بتفرين راسه بكلمتين ؟ كانج ما تعرفين ابووية اكثر منا كلنا ... سيفان انت شوو سويت
قال بغضب: اوووه انا عطيتكم ويه زيادة عن اللزوم، انا مب ذنبي وانا ما غلطت، ولو سمحتوا بسير، لأن ربيعي ياي من الإمارات عسب يزورني وانا مودره ومجابلكم
وطلع من المطبخ ويزوي طالعت امها بخوف واهي تمسح دموعها، وشهقت لما سمعت صوت ابوها: اليازية
نرجس: سيري يابنتي والله يكون بالعون
طلعت يزوي من المطبخ، رايحة للمكتب وقعدت قبال ابوها واهي تحاول تتصنع انها طبيعية، طالعها ابوها بابتسامة: شحالج ؟
ابتسمت له واهي تتناسى الخوف: بخير ...
سكت واهي سكتت ونزلت راسها، قال بهدوء: تعرفين لو تخبين عن العالم كلله اللي بعينج، مستحيل تخبينه عني، لانه مفضوح
بلعت ريقها وطالعته، قال بهمس: انا لو قلت ان كل عيالي غلاهم متساوي بكون جذاب، لاني ما اقدر اخفي حبي لج انتي بالذات ... وتميزج عن أخوتج كلهم
تفائلت ورمشت بعينها بهدوء، ابتسم وطالعها: من اول ما حضنتج وانتي صغيرة، عرفت انج غير عن سيف وشوق ويوسف، وبعد ما الله رزقنا بميثا وناصر بعدج، رغم فرحتي فيهم تظلين انتي متميزة .. انتي الوحيدة اللي أقدر أذكر تفاصيل خطواتها سنة سنة بدون ما انسى شي، يمكن اذكر خطوات ناصر باعتباره آخر العنقود، واعرف شوو صار له وشو سواا، وممكن انسى اشياء، لكن انتي مستحيل انسى خطواتج ومراحل حياتج كللها ... البجر كاان سيف وشوق، وعانينا بتربيتهم بالبداية باعتبار انهم أول بذرة لنا، وبدل ما نتكفل بـواحد صاروا ثنين، فالاهتمام توزع بينهم، يوسف كاان فاتحة خيرر علي لأن قدم ولادته كاان بداية نجاح شغلي وازدهار تجارتي، وانتي كنتي غير! ولازلتي
تمت ساكتة واهو سكت فترة، قالت بهمس: بابا
قاطعها: يوم انج ترتاحين لأحد بكون اول شخص يعرف هالشي انا، ويوم انج تحبين حد بيكون أول شخص يعرف اهو انا ... هالمرة اختلفت المقاييس
بلعت ريقها وارتجف قلبها، واهو كمل: انا ما كنت غافل، بنفس الوقت ما كنت اشدد بملاحظتي عليج، انتي كبرتي، وبهالسن ادري ان البنت مهما كان قربها من ابوها، تتم عندها اسرار ما تنقال إلا لبنت تفهمها اكثر وتحس فيها .. انا يوم حبيت أمج يابنتي، حسيت إن الدنيا تغيرت في عيني، هذي قواعد الحب بالدنيا، مستحيل يقتحم الحب قلب إنسان وما تتغير حياته، سواء للأسوء أو للأفضل .. وانا ما تمنيت إن يكون تغيرج للأسوء
رفعت راسها مصدومة وطالعته، قال: حيويتج فقدتيها، ضحكتج وسعادتج .. كل شي حلو بحياتج قاعد يتلاشى، بسبب شخص ما اعتقد، او بالاحرى اجزم إنه ما يستاهلج
طالعته بحزن وقال: لا تطالعيني بهالنظرة، مو لانج يزوي، مو لانج بنتي ودلوعتي اظن انه ما يستاهلج، لا .. انا اقول هالشي لاني اعرفه زين، يوم أسامة تقدم لأختج شوق وجفت انه ريال كفوو، ما ترددت ابداً، اهو لا غني! ولا بنفس طبقتنا الاجتماعية! ولا اهو ولد عمها، ولا كان يحبها من قبل حتى! مع ذلك كنت اجوف فيه الريال اللي بيصونها وبيحفظها .. صحيح انج الاغلى، بس تتم شوق بنتي ومستحيل افرط فيها واعطيها لأي واحد انا مب مقتنع فيه!
وسكت وقال بهدوء خلاها ترجف: جواد يا يزوي ... شخص غير " وشدد على حروفه " سـوي!
عضت ع شفايفها وفتحت عينها ورموشها لا تنزل دمعتها: بابا جواد ماله خص، أنا كنت معجبة بشخصيته واهو ما ......
غمض عينه بهدوء: يزوي يابنتي شقايل وانتي بهالعمر للحين ما فهمتي ابوج ؟ يعني تظنين إن كلشي يمر حواليني انا ما اعرف عنه ؟ يعني تظنين لهذي الدرجة أنا ما الاحظ تحركاتج وكلشي خاص فيج وانتي بنتي ودلوعتي؟ مكالماته بالشركة مع البنات ؟ سوالفج معاه بالمكتب، ليلة اللي انطررد من بيت أبوه في معادل أخته وقعدته بالحديقة وانتي وياه، السوار الوردي اللي بيدج! صراخج وانتي تصيحين لـ لجين صديقتج انج بديتي تكرهيه لانه يعذبج ... كل هذا ..... غاب عن عيون وسمع أبوج ؟
تمت امبهتة واهي تطالعه قال بصوت متهدج: انا ما يهون علي احس انج تتعذبين وما اقدر اسوي شي، ولا يهون علي اجوف بنتي تهرب من بين احضاني وتسافر بعيد عني عشان انسان ما يسوى ظفرها!
قالت مستدركة: بابا سفري ماله خص بجواد اانا والله
قاطعها: يزوي انا اعرفج
قاطعته بدفاع قوي: ومدام تعرفني لازم تعرف شوو يدور بخاطري، باباتي يمكن يكون جوااد سبب من الاسباب، بس مب اهووو السبب الرئيسي! انت لما تمنعني عن السفر كانك قاعد تقضي على جزء كبير من حياتي، انا احس في شي بداخلي، احساس غريب يخليني أصرّ على السفر للإمارات، باباتي ما تتمنى تجوفني دارسة وعندي شهادة ويكون لي مستقبل وصيت بالمجتمع ؟!
همس: بلى
قالت بحماس: خلاص عيل، بابا السموحة بس انت يالس تسوي اشياء وايد خطأ وما يالس تنتبه إنك تضرّني بدون ما تعرف، آسفة بابا اني اجرحك بهالرمسة بس هذي الحقيقة، انت من خاطرك ودك اني ادرس واشتغل واكون مستقبل، بس ما قلت لي هالشي، لييش ؟ تخاف على مشاعري وكل شي انا اباه اسويه، خليتني أكمل الثانوية وأيلس بالبيت، وما فكرت حتى انك تناقشني عن امتناعي عن الجامعة، هذا شي خطأ، يمكن أكون انا على خطأ .. ليش ما تنبهني ؟! ليش لما كانت ماما تهاوشني على الحجاب والستر كنت تسكتها وتقول لها لا حد يرمس بنتي ويكدر بخاطرها، ليش لما قلت لك بشتغل بالشركة بالبداية وشرط علي إن البس الحجاب، وكنت مصر، وبعدها لما جفت ان نفسيتي ساءت وبكلمتين قدرت أغير رايك بسهولة واخليك تتنازل عن شرطك! مع انك كنت تدري انك على صح وحق، بس استجبت لعنادي وتناسيت وعدك لأماية بأن انا البس الحجاب بفترة ما تتجاوز شهر أبريل .. لكنه فااات وانا مالبسته! يمكن مامر وقت وايد، وهذاني لبست الحجاب الحين بس ما تظن إن دقيقة وحدة بحياتنا ممكن تغيررر عمررنا كلله ؟ مو هذي رمستك ؟ دقيقة وحدة ممكن تفقد إنسان نبضه ويروح من على ويه الدنيا وتتغير حياتنا كللها بسبب هالدقيقة! شلون بالاسابيع والايام ... أحس إن قراري إجا متأخر، ما حسيت بهذاك الاحساس القوي بالفرحة بعيون أماية ولو فرحت اني لبست الحجاب، لييش ؟! لأن حسيت ان فااات الاوان .. بالاول انداست كرامتي، وتعرضت لإهانة!
وسكتت عن الكلام لأن انقطع نفسها وصاحت، وقف ابوها وقعد على ركبته قبالها وعيونه تدمع: لا تبجين يايزوي، ما تعرفين هالدموع شوو تسوي فيني
قالت: جوااد عذبني لان انا سمحت له بتصرفاتي، وتهوري وطيشي، عطيته الفرصة انه يهيني ويدوس على جروحي
حمدان: ما عاش من يهينج، والله ما راح يفر بأفعاله بلاش
هزت راسها بـ " لا ": لاا ما ابا يصير فيه شي، اباك بس توافق على سفري .. ابا اروح الامارات انا محتاجة أني ابتعد، محتاجة اغترب عنكم وأكون مسؤولة عن نفسي، خصوصاً بعد ما عرفت إنت كلشي عن مشاعري تجاه جواد وعن اللي صار .. هذا دافع قوي يخليني أهرب الحين .. لا تخليني يبة أطلع من شورك وأسوي شي ما يرضيكم، وأطلع من البيت من دوون رضاكم، انا ما اقدر ايلس هني .. الله يخليك افهمني!
قال بصدمة: تهربين ؟
سكتت وما تكلمت ... تم يطالعها واهو ساكت واهي سكتت فجأة وتمت صاخة ... دخلت نرجس المكتب، طالعتهم بخوف وقالت: شو مستوي ؟
طالعت يزوي أمها ونزلت راسها، وحمدان ألتفت لزوجته بنظرة كسيرة ... حست نرجس بألم فضيع بقلبها لما جافت نظرته، قالت بهمس: بو سيف، بلاك ؟
وقف على طوله وطالع زوجته: تعالي سمعي رمسة بنتج .. الي تبا تودرنا وتسافر عنا، تسافر عن أبوها اللي ما يقدر يعيش دونها!
قالت نرجس بحزن: حمدان قلت لي من قبل، ليش ما نعطي يزوي فرصة تعبر عن رأيها وترمس حتى لو كان رأيها خطأ .. ما يا الوقت اللي نسمعها فيه ؟
حمدان: ودي أعرف انتي ليش تبين تفتكين منها !؟
طالعته بصدمة: حمداان انا ابا الفكة من بنتي؟! شو هالرمسة .. بدينا بالتجريح
قالت يزوي بحزن: لا تتناقرون وتتهاوشون بسببي بلييز، كافي اللي فيني
سكتوا ثنينهم، ويزوي رفعت راسها لأبوها: يبة افهمني .. لا يطوف علي الوقت ويضيع الأوان، أبا أسجل بالجامعة ..
سكت حمدان، ويزوي التفت لأمها برجاء، ونرجس طالعت زوجها: حمدان .. اعتقد إن هذا أكبر طلب طلبته يزوي منّا ومصرة عليه بهالطريقة، اعطها فرصة تعبر عن رأيها مثل ما انا سمعتها، اسمعها انت
حمدان: حتى لو شوق لو ميثا بالمستقبل قالت بتسافر ما بودرها، شقايل اسير بنتي تسافر بلاي ..
يزوي: لا تنسى اني بتركم هني، وبسير لأهلي بالبقعة الثانية
قال بأنانية: ماشي أهل عندج غيرنا
يزوي: بابا، نسيت أخوانك وأخواتك؟ يدوتي وكل عيال عمومي
طالعها بنظرة وسكت، وقفت يزوي: انا بسير غرفتي، وياريت تفكر فيني قبل لا تفكر بمشاعرك وعاطفتك، لأني بفتقدك شرات ما بتفتقدني وزوود بعد ... بس .. والا اقولك، ما بقول شي، على راحتكم
=========
(( جـواد .. 5.00 مساءً ))
صار لهم أكثر من ربع ساعة، أهو وياها ... في وضع هادئ وصامت، ومؤلــــم ...
حاول يتكلم لكنه ما عرف وش يقول، بلسانه كلمة ياما استصعبها ... بس هالمرة يحس إن يبي يقولها من قلب، يبي يقولها لإنسانة تستحقها، يبي يقولها بموقف صح، بمكان صح، بزمان صح ..!
رفع راسه وطالعها: علياء ..
حست بشرارة بجسمها وانتفضت واهو لاحظ هالشي وطالعها بخوف، لكنها رجعت ملامحها لطبيعتها، كان في خوف غريب بعيونها، وحزن موجع .. تنهد وعقد حواجبه وهو يحس إنه يبي يبجي قبالها من قلب، اخترقت الصمت بصوتها واهو طالعها متفاجأ: كفاية حيرة ، ما أبا منك كلام ولا أي شي، أنت أخوي .. أخوي رغم كل شي
[ قلت : أتحبني بعد الذي كان ؟!
قال: أحبكِ رغم ما كان ]
وقف وتقرب منها وباس راسها لكنها حضنته وبلعت ريقها، قال بندم: اسمحيلي علياء ، أذيتش وأحس اذيتي مالها غفران، مدري شلون أداوي لجروح اللي سببت لش اياها
قالت من بيت دموعها: حنون ياخوي رغم القسوة، مافي شي بقلبي عليك .. دام انت سالم وكلكم بخير، اني مرتاحة وما ابا شي اكثر
ابتعد عنها وقعد جنبها، وقال واهو منزل راسه: آخر كلام قاله علي قبل لا الله ياخذ أمانته، اهو سماح، قال لي قول لعلياء تسامحني، وقولوا لأمي تسامحني
نزلت دموعها وارتجفت شفايفها وكمل جواد: كان يردد أسمش أكثر من مرة ..
قالت بألم: خلاص لا تكمل ...
تم ساكت واهي ساكتة، رغم المحبة والأخوة، تظل في حواجز من الخصام طوال الاشهر اللي راحت، ما تنكسر بنفس اللحظة، محتاج الجرح إنه يتداوى ، والكسر لازم ينجبر مع مرور الأيام ..
قطع صمتهم صوت الباب، قالت علياء واهي تمسح ويها عن الدموع: ادخل
طلت منى براسها بابتسامة، وتمت صاخة وتوسعت ابتسامتها اكثر واهي تشوف جواد قاعد ويا علياء: السلام عليكم
ردوا: عليكم السلام
تقربت من علياء وباستها على خدها: قوة حبيبتي، شخبارش ؟
مسكتها علياء من ذراعها: بخير، وانتي ؟
هزت راسها، والتفت لجواد: شخبارك جواد ؟
ابتسم لها: الحمدلله، حيا الله المختفية
ابتسمت له بخجل، قال بابتسامة: شخبار حسين ؟
هزت راسها وقالت بهمس: زين الحمدلله
قالت علياء: جيي شصاير ؟
التفت لها منى: تعبان شوي، كان مصخن، والبارحة دقت عليه القرحة .. الحين صار احسن
علياء: ما يجوف شر
جواد: اهو موصلش الحين ؟
هزت منى راسها، وقال جواد: وليش مادخل ؟ اتصل فيه ما يرد
سكتت ونزلت راسها، طالعتها علياء بوجل، وقال جواد بحذر: هاا شصاير ؟ لايكون متهاوشين
بلعت ريقها وطالعته ولاحظ شلون الدمع يبرق بعيونها، قالت بهدوء: بروح أفصخ عباتي، وبيي لكم
وطلعت، وجواء طالع علياء بنظرة اللي قالت: شصاير ؟!
هز كتفه: ما ادري! شكلها اختش زعلانة ومتضايقة ..! بقوم ألحق على صديقي لايكون فيه شي
قالت علياء: روح لمنى أول، اسألها وجوف شصاير
حرك عينه: تهقين جدي ؟
هزت راسها واهو قام، وطلع رايح لغرفة منى، جافها تغسل ويها وتلم شعرها وترتبه، قال بهدوء: منى شصاير بينش وبين حسين؟
قالت بصوت مبحوح: ما صاير شي
جواد: كل هالملامح الحزينة، وعيونش تدمع وما صاير شي ؟!
قالت بضيق: روح اسأله
تم ساكت واهو يطالع فيها، واهي طلعت من الحمام وتجاوزته، وشالت شنطتها من على السرير وفتحت الكبت وحطتها داخل وقالت: أبوي مو هني ؟
جواد: لاا ..
طالعته بنظرة وسكتت، قال جواد: شنوو ؟
قالت: شنوو ؟
جواد: ما بتقولين شصاير ؟
قالت بلامبالاة مصطنعة: صديقك بيسافر، روح وادعه السلامة ..
وكتمت عبرة بداخلها، وطلعت من الغرفة وجواد طلع وراها، لكنها ما عطته فرصة ودخلت غرفة علياء ..
هز جواد كتوفه ونزل، دش المطبخ وفتح له كاكوات وتم ياكل واهو يفكر، رفع تلفونه واتصل في حسين: هلاا
جواد: اهلين، جان لا رديت
حسين: ماصار عندي مجال، انا قريب من بيتكم
جواد: ليش ما نزلت يوم وصلت منى
حسين: افتريت للكراج اللي صوبكم ماخذ لي شغلة، هاا بخاطرك نطلع ؟
جواد: ياريت والله ..
حسين: دقايق وانا عندك، بدق لك مسكول واطلع
سكر جواد التلفون، وطلع من المطبخ، مر على الصالة وجافته امه: بتطلع ؟
جواد: أي اماه، بطلع ويا حسين
أم صادق: جان دش لاا
جواد: الحين احنا بنطلع، بجوفه بعدين اذا ردينا بقوله يدش .. تآمرين على شي ؟
أم صادق: الله يحفظك
مشى عن أمه، ويود مقبض الباب وقبل لا يفتحه انفتح .. تفاجأ وتراجع لورا، وفتح عينه لما جاف يزوي .. وصخّ!
واهي وقفت مرتبكة، طالعها بنظرة خاطفة، كانت لابسة تنورة طويلة وجاكيت كانه شبه رسمي، لونه بيج، ولابسة شيلة طويلة لونها اسود وفيها نقوش بألوان ربيعية .. ولأول مرة تلبس حجاب حقيقي!، صايرة هادئة وأنيقة بشكل ناعم، وعينها حمرا !
قال بخاطره: " وش فيهم اليوم كللهم ؟! علياء ويزوي ومنى! كل وحدة من صوب تصيح! "
قطع السكوت صوتها: شلونك جواد ؟
ابتسم لها: تمام، وانتي ؟
هزت راسها: اوكي ، ماشي حد بالبيت ؟!
ابتعد عن الباب ووسع لها الطريق: امبلى حياش، مرت خالش قاعدة بالصالة اعتقد، وعلياء ومنى في الغرفة فوق، بغرفة علياء
هزت راسها بابتسامة: اوكي شكراً
وتجاوزته ودشت الصالة، واهو طالعها بنظرة من وراا وتم يفكر ... !
ظلمتش وايد يايزوي .! وايد وايد !
وطلع من البيت لما وصله مسكول من حسين
=========