(( قـلب الحدث ))
زهراء زوجة صادق: جمااعة الشيخ بيدخل .. لا احد يعلج، ولا احد يقرطع أصابعه وقت ما يملج الشيخ .. وصلوا على النبي واقرأو المعوذات ..
الكل تفرق بعد ما وصلهم خبر ان الشيخ بيدخل، ولبسوا عباياتهم، ويزوي انخشت في حجرة يدتها العودة، مع انها كاان خاطرها من قلب ان تجوف الملجة وشلون يعقد الشيخ على منوي، لكن امها مانعتنها دامها بدون عباة ولا شيلة، واهي طاوعت امها بدون عناد ولا حتى نقاش ..
كانت تحاول تسمع لكن الصوت ما يوصل .. وطلعت لبره وفتحت الدريشة، سمعت الشيخ يتكلم .. وطلع صوت منى واضح ..
منى : قبـلت ذلك ..
الشيخ: على بركة الله ... الله يسعدكم إن شاء الله
وطلع الشيخ والكل قام يزغرط واهي لفت من ورا البيت ودخلت بسررعة .. راحت لها وحضنتها بقووة: فديييييييييتج منووي ألف مبرووك حبيبتي
منى: الله يبارك بحياتش عقبالش
باستها على خدها: فرحانة لج من قلب .. طالعة قمرررر
منى بخجل: تسلمين
كانت لابسة فستان أخضر غاامق، بدون أكمام، والاكتاف عريضة شوي، وفيه شكّ وأكسسوارات .. مطلعنها طوييلة على غير العادة، وشعرها كاان مسدول على اكتافها، ومسوين لها حرركة فووق .. ومسوين لها حلزونات من تحت .. ومكياجها كان هادئ
باست راس عمتها وسلمت على حمواتها وباست الصغار منار ونور، وحضنت حنين اللي كانت تصيح وعورها قلبها وحست انها بتصيح وياها .. للحين مب مستوعبة انها بتقبل على خطوة مثل هذي، بلعت ريقها لما حضنت امها .. والكل التم حواليها: لا تصيحين منووي مكياجش بيخترب
كتمت غصتها غصب عنها، وباست جبين أمها وكتفها، قالت امها بابتسامة: مبروك يابنتي الله يسعدش
منى: الله يخليش لي وما يحرمني منش ..
بعد دقايق دخل حسين وكان لابس ثووب وغترة وعقال ..
حضنته امه من يده اليمين، واخته مريم العودة من اليسار .. ومشوا معااه لين مكان منى ..
اخذ نفس ورفع عن ويها الطرحة، وباس جبينها: مبرووك
وابتسم برااحة لما جاف ويها واهي نزلت راسها .. وتدافعوا الأهل كللهم يسلمون عليها ..
وطلعت اهي من الميلس ولبست عباتها وشيلتها .. عشان تروح الاستيديو تصور ..
الاستيديو كان كللش قريب، عشان جذي ما كان في وقت انه ياخذ ويعطي بالكلام وياها، واهي كانت ساكتة طول الطريق ومنحرجة، وتحس انها بتثلج من ايسي السيارة ... نزلت واهو مسكها من ذراعها ودخل معاها .. وتموا ساعة ونص عشان التصوير اللي تعبت منه منى وحسين كان عنده الامر عادي ومستانس لأنه وياها .. !!!
طلعوا من الاستيديو ودخلوا السيارة، قالها: نروح نتعشى !؟
التفت له بهدوء: ما نبدل ثيابنا؟! فستاني طويل .. والمكياج اوفر ما برتاح
حسين: اوكي، نروح بيتنا بالاول .. ابدل انا، وبعدين نروح بيتكم عشان انتي تبدلين
توترت وقالت واهي محافظة على هدوئها: لاا .. نروح بيتنا بالاول، لأن اني باخذ وقت عشان امسح الميك اب .. وانت اذا خلصت تعال لي البيت
حسين: بتمسحين المكياج؟!
طالعته بنظرة طفولية: ما تبا امسحه ؟!
حسين: لاا عاادي .. اخذي راحتج، بالمكياج او بدونه انتي حلوة
انشل لسانها وصخت، واهو ابتسم لها قال بخاطره [ كأني خرعتها هههههه ! كفاية زحمة الاستيديو والتصوير ... وايد خجوولة، ما بتمشي وياي وايد جذي ... ما ينفع ]
التفت لها : تفكرين بشنو ؟!
ردت بهمس: ولاشي
قال بخاطره [ اييه هين .. اقنعيني عااد ]
وقالت بخاطرها اهي [ يارربي واايد ماخذ على روحه .. ما يراعي شعوري ان اول مرة اصير ويا ريال غريب ولازم بكون خجولة وبستحي، والفلبينية هذي زفتة اللي بالاستيديو .. واهو حضرته فررحان لي .. يـارربي تكسرت عظامي من ايسي سيارته .. اففف ]
التفت بخرعة لما مسك يدها وبلعت ريقها وصدت بويها بالصوب الثاني، واهو سكت وظل مبتسم .. أول ما وصل عند البيت هدت يده بسرعة والتفت للباب بتبطله، قال لها بسرعة: انتظري .. بوقف السيارة بالطبيلة .. ماابا احد يشوفج
ابتسمت بتوتر، امبييه وش بيقول عني، ملهووفة وغبية وهبلة وياهلة .. اففف واني شدراني !
نزلت من السيارة وابتسمت له من تحت الغشوة، قال لها: رفعي الغشوة شووي .. ماكو احد هني
رفعتها واهي منصاعة لأوامره، قال لها بابتسامة ساحرة: ما ابا اخجلج واحرجج .. بس غصب عني لازم اقول لأن بيظل متقرقرع الحجي في صدري ... بعد الصلاة على النبي، طالعة أحلى من القمر ..
ابتسمت وظلت ساكتة، حرك راسه بعد ما غمز لها: دخلي البيت لا تحترين وايد، الجوّ مرهق .. أول ما تخلصين دقي لي مسكوول .. وانا اول ما اوصل اوردي بدق لج مسكوول
هزت راسها: اوكي .. بااي
وسكرت باب السيارة ودخلت البيت .. ولقت يزوي وعلياء بالصالة، طالعوها متفاجئين واهي طالعتهم بنفس النظرة كأنها مسوية جريمة، تلقفووها بخرعة: يالهبـلة! لا تقولين انتهت سهرتش وقلتين له برجع البيت ؟!
قالت يزوي: ارمسي اجووف .. بلاج صرتي خررسة ..
علياء: منووي بقتلش اذا فوتين ليلة ملجتش جدي
طالعتهم ببراءة: شفيكم !؟ يييت ابدل ثيابي عشان نروح نتعشى
طالعوها بغباء، واهي نفضت أياديهم عنها بغرور: لو سمحتون سووا لي طريق ... ما عندي وقت لازم اروح ابدل
طالعوها باستغراب واهي مشيت مثل الاميرة، والتفت لهم مرة وحدة وضحكت: هههههههههههههه اشكالكم حلووة وانتو تطالعوني بهالنظرة وكل وحدة بوزها مفتوح ع الاخر
علياء: يالسخيييييييييفة
يزوي: مسووودة الويه
منى: فدييتكم ثنتينكم كنت امزح، يالله حبيباتي امشووا عشان تساعدوني في شنو البس، وعشان تمسحون لي المكياج وتعدلون كشتي ...
وراحوا وياها الغرفة، ويزوي جهزت لها ثياب " تنوورة بييضة نااعمة وطوويلة حرير .. ووياها قميص نااعم لونه أحمر بأكمام قصيرة وايد.. وحطت لها اكسسوارات "
ونزلت تحت عشان تجييب لها ماي ..
جافت سيارة جواد وتنفست سريع " تولهت عليك حبيبي .. بس لازم الزم نفسي اكثر، ما ابا ارمي بنفسي عليك .. احس اني ذليت نفسي أكثر من اللازم ... أحبك جواد أحببك أكثر من كل شي بهالدنيا .. بس ما أبا أدوس ع نفسي أكثر .. وما أبا أزعج أماية اللي وعدتها أني ما أسوي شي يزعجها، وهي وثقت فيني .. ولا أبا أخون ثقة باباتي "
طلعت من المطبخ وجافته وعضت على شفايفها بحسرة، يارربي ما كنت اتوقع انه بيدخل، توقعته بغرفته ....
طالعها بصدمة أو بتعبير أفضل " بانبهار " .. شكلها كاان كيووت ولأول مررة بعيد عن أنوثتها الصاخبة وستايلها الصارخ .. كانت بريئة وناعمة وكيوت .. وعفوية !
حاول يبعد نظره عنها لكنه ما قدر، مرات تحصل لنا مواقف .. بـ إحساس غريب تمشينا على كيفها، انتفضت من نظرته .. واهو كان مركز على ويها ومب قادر يتحرك خطووة .. شنو من جممـــال؟! شنوو من دلال ؟! وشنو من أنوثة ورقــة ؟!
واخيراً نطقت عشان تبعد الصمت المخيف: متبارك
رمش بعينه وشتت نظرته ورجع طالعها: الله يبارك بحياتش
وقطع صمتهم صوت الجرس .. التفت له خايفة، واهو طالعها بتوتر .. وراح للباب، فتحه وجاف شرطي قباله: لو سمحت وين جواد جعفر صادق
جواد بقلق: ليش ؟
شرطي: مطلوب عندنا .. عليه شكوة
التفت ليزوي اللي كانت واقفة وراه مباشرة واهي تطالعه بخوف، قال جواد: انا جواد ..لازم الحين اجي ؟!
شرطي: هذي احضارية .. بكرة الصبح يبونك في المخفر ..
هز راسه: طيب
شرطي: ممكن توقع ؟
اخذ جواد القلم ووقع وسكر الباب، والتفت ليزوي اللي كانت مصدومة وساكتة تنتظره يتكلم، واهو فهمها من نظرتها، قال بهدوء: ما ادري ليش ..
ومشى عنها واهي مشيت وراه بتدخل البيت، التفت لها وقال: يزوي ممكن طلب ؟
ردت بهمس: شوو ؟
جواد: لا تقولين لأحد عن الاحضارية ممكن ؟
طالعته بوجل وسكتت، واهو رجع قال: ممكن ؟
هزت راسها: إن شاء الله .. لاتحاتي
ومشيت عنه وراحت المطبخ اخذت كاس الماي وراحت لمنى اللي كانت لابسة عباتها وخلصت من اللبس ومن مسح المكياج: شوو بتسيرين ؟
منى واهي تحمل شنطتها وتلفونها: ايه صار له خمس دقايق من سوا رنة
" كان بزل لسانها وبتقول توني كنت بره وماجفت سيارة احد بس صخت بآخر الثواني " وطلعت منى لسيارة حسين ..
دخلت السيارة بابتسامة: هلاا
حسين: اهلين ..
سكرت الباب ووظلوا ساكتين لما حرك، قال حسين: وش تحبين تاكلين ؟
منى: امم اشياء وايد
حسين: اقصد اكلش المفضل
منى: احب الباستا و الورق عنب
حسين: انا بعد احبه، اختي جود وايد تسويه
منى: اسمها جود او وجد ؟
حسين: بالبطاقة السكانية اسمها وجد، لكن احنا نسمها جوود، وساعات نسميها وجد
منى: الاسمين متقاربين وحلوين
حسين: أي .. " قال بتردد" جفتي اخواتي كلهم ؟
منى: اييه ..
حسين: تدرين ان كان عندي اخت اسمها عذراء وتوفت ؟
طالعته متفاجأة: لاا
حسين بابتسامة: اكيد ما تعرفين .. لأن حتى جوااد ما يدري
هالمرة صدق تفاجأت، واهو ابتسم: الحين اذا رحنا المطعم بقولج قصة حياتي، حياتي كلها مغامرات وحاافلة
قالت بعفوية: جايف نفسك
طالعها بصدمة واهي يوم انتبهت لكلمتها قالت واهي تضحك: امزح
واهو ضحك بعد، ومرة وحدة صخوا ... فتح المسجل على موسيقى هادئة، وهدأ الجو تدريجياً ..
وظل ساكت ما حب يبدد السكوت، واهي بالمثل .. لما وصلوا بند السيارة ونزل، وفتح لها الباب قبل لا تفتحه، ابتسمت له، واهو قال لها بهمس: ممكن أطلب طلب ؟
وقفت قباله وبان شكلها القصير قبال طووله: تفضل
حسين: ممكن تحطين الشيلة على ويهج بس الحين ؟ لأن في شلة شباب عيونهم زايغة وما اباهم ياخذون حريتهم واهم يطالعونج
ابتسمت: ان شاء الله
وعدلت شيلتها، وحضنها من ذراعها اليمين، ومشت بهدوء وبحذر واهي خايفة بسبب الشيلة مع انها كانت تشوف شوي بس مب بوضوح، لما دخلوا الغرفة، سحب لها الكرسي واهي طالعته باستغراب، ما توقعت ابداً تصرفات مثل هذي منه ... قعدت وعدلت شيلتها .. عطاها المنيو بعد ما قعد: يالله اطلبي اللي تبين انا يووعاان بشكل فضيييع
قالت بخاطرها واني بموت من اليووع، من صباح الله خير ما اكلت شي عدل غير هالكرواسوون وهالسندويش والعصير، لكن مالي نفس اكل شي عدل .. قالت بهدوء: ابا تبولة، وحمص .. وعصير ليمون
وحسين: وبعد ؟
حطت المنيو: بس!
طالعها بفجعة: هاا ؟! هذا اكل الحين وانا اقول بطلب غوزي
ضحكت: اذا ما شبعت باكل معاك اللي بتطلبه
حسين: على راحتج والله، انا بطلب لي مشويات طبق خااص ، ترى الاكل مافيه مستحى
قالت بجرأة: واني بعد اقول جذي
وبعد ما طلبوا واكلوا، كانو يسولفون على خفيف وشوي شوي زال الخجل عنها، طلع وياها وظل ماسك يدها، قالت بصوت خفيف: بعد انزل الشيلة على ويهي ؟
حسين: لاا راحوا ..
ابتسمت له واهو ابتسم، ومشيوا، اول ما تقربوا من السيارة شهقت ولصقت فيه وقالت بصوت واطي واهي خايفة: يمممة
طالعها متخرع: شفيج ؟
حضنت ذراعه بيدينها وغمضت عيونها: هنااك جنب السيارة
طالع ممستغرب: شنوو ؟
قالت واهي متغبنة: سنورة سوودة
ضحك وحرك ريوله وصفر وابتعدت القطوة، قالها: راحت بس خلاص لا تخافين
ابتعدت وطلت ولما ما جافت شي اتنهدت، طالعها بنص عين وقال: والله اذا بتسوين جيه كل ما جفتي قطوة فـ حيا الله القطاوة وربعهم كللهم
اتفشلت وطاح ماي ويها، وابتعدت عنه وركبت السيارة، واهو ضحك وحرك، قالت له: ليش درست في أمريكا ؟
التفت لها واهو مستمتع بصوت الموسيقى اللي حاطه: صادتني ظروف واضطريت
طالعته باهتمام، قال لها: بسنة 94 لما صارت الاحداث في البحرين، تعرضنا لمشاكل .. ولأن ابوي من كبار الشخصيات في البلد وتجمعاته دائماً مع الفقهاء وعلماء الدين، صدر امر حكومي بتهجير أبوي بره البحرين
فتحت عينها على اقصاها، وكمل اهو: كان وقتها عمري 12 سنة، بـ 95 تهجرنا، ورحنا سكنا في لندن .. كانت من اصعب الايام علينا كلنا وخصوصاً امي وابوي ... اللي كانو فاهمين معناة الغربة عكسنا اللي كنا صغار وتونا نفهم على الدنيا
انجذبت لحديثه، واهو كمل بهدوء ورواقة: ابوي كان يسوي المستحيل عشان يحافظ علينا وعلى تماسكنا والتزامنا، كان مسوي لنا برنامج وخطة معينة عشان نعيش على الدين وما ننحرف بأجواء الغرب .. رجعنا البحرين بعد 5 سنين، لما صار عمري 18 سنة، وقتها كنت متخرج من الثانوية، ولازم ادخل الجامعة .. وكنت مقرر اني ادرس في البحرين وما اترك بلدي لو شنو ما صار ..
وسكت، قالت باهتمام: ليش سافرت عيل تدرس بره ؟
بلع ريقه وقال بهدوء اغرب من المعتاد: صار اللي ما حسبت حسابه، توفت اختي عذراء الصغيرة بنت الثمان سنوات في حادث حريق، وكنت انا وياها، واهي كانت قريبة مني واايد " وحس بوجع فضيع في قلبه وسكت شوي، لكنه كمل " يوم فقدتها اسودت الدنيا بعيني، حسيت انا السبب بكلشي .. وقتها قررت اني اهرب من الديرة ومن الناس ومن نظرات امي الحزينة ومن ألم ابووي واخواني ومن نظرات الاتهام اللي كنت اتوهمها .. ابوي قالي سافر بريطانيا بحكم اني عشت فيها سنين واعرف الحياة شلون فيها، وقدمت اوراقي بجامعة اكسفورد، لكني تراجعت باخر اللحظات، لاني بنتقل من جحيم لجحيم ثاني، بهالبلد عشت ذكرياتي مع اهلي ومع عذراء وكاني اهرب منهم واليهم .. قررت اروح امريكا، ودرست في جامعة هارفرد 5 سنين .. درست الهندسة اخذت الدبلوم والبكالوريوس والماجستير، وكنت ما ارجع البحرين الا بأوقات قصيرة ما تتجاوز الشهر ... كنت حابس نفسي من الشقة للجامعة ومن الجامعة للشقة، تعرفت على اصناف وايد من الناس اللي هناك، واشتغلت في اشياء وايد .. اشتغلت جرسون " وضحك واهي ضحكت " واشتغلت مصوور، وكنت انظف مزارع وازررع حدايق .. بعدها بمساعدة واحد الماني اسمه جورج، تعاقدت مع جريدة امريكية، وظليت اكتب فيها وكنت احصل مدخوول زيين لكن هالشي بصعوبة .. الجنسية كانت عندي وهذا الشي ساعدني وايد .. رجعت البحرين وخطبت بعد شهرين من رجوعي .. " وسكت ما يبا يكمل "
منى: وبعدين ؟
حسين: وبس !
سكتت، بعدين قالت: حياتك شقااا .. اني ما عشت ربع اللي عشته
ضحك بسعادة: لكن الشقا علمني اشياء وايد وفهمني الحياة ...
وضرب بريك لما وصل عند بيتهم، طالعته بابتسامة: بتنزل ؟!
حسين: اممم ما ادري، انتي شرايش ؟
رفعت كتوفها: كيفك!
حسين: لاا اذا انتي تبيني انزل بنزل ..
سكتت، فشلة اقوله انزل! .. وفشلة اقول لا ؟! ... طالعها، قالت بسرعة: يالله ننزل ..
حمل بيده كيس وقفل السيارة، راحت الميلس الخارجي وفتحت النور وشغلت الايسي، واهو دخل، قالت: اني بدخل البيت، بفصخ عباتي وشيلتي، وبييب لك ماي .. تبا شي ؟
حسين: سلامتج
ابتسمت ومشيت، واهي تفكر باشياء وايد، طريقته في الكلام تجذب الشخص انه يستمع له غصب عنه، اتاقلمت وياه! ياااي هههه وتوردت خدودها بخجل .. محد كان بالبيت لأن الساعة 2 !
سكرت باب غرفتها بعد ما رمت عباتها واتأكدت من فيسها وشكلها، اخذت له ماي، وحطته بصينية صغيرة ودخلت الميلس وعطته اياه ... قعدت جنبه وسكتت، قالها: ما تبين تقولين شي ؟!
حركت كتفها: لاا .. اقصد مو جاي على بالي شي
حسين: علم البحرين
ما فهمت قصده، طالع ثيابها واهي اندهشت، ضحك بلطافة: بس طالع حلو عليج ..
سكتت، مسك يدها بهدوء: اتمنى اني اسعدج
دق قلبها وسكتت، حط يده على ذقنها: ممكن اذا اتكلم تطالعيني ؟
كانت بتقول " ماقدر بس رفعت عيونها"، واهو ابتسم لها: منووي .. أنتي شي كبير بحياتي، والعقد اللي يجمعنا .. وسمح لي اقعد معاج بهالوقت وبهالمكان الحين، أكبر شي بحياتي كللها
حست بشعور غريب يتسلل لها، وما تدري ليش تذكرت كلمة شوق لما كلمتها مرة من المرات [ الريال اول يحط يده على يد البنت، تحس بشي يسري بداخلها، انا جربت هالشي، وحتى قلته لأسامة ]
انتبهت له، واهو ماسك الكيس: هذا فيه هديتين .. الأولى عشان عيد ميلادج وما قدرت اهنيج فيه، والثانية عشان عقدنا
ابتسمت بهدوء، واهو فتح العلبة بعد ما ترك يدها: هدية عيد ميلادج فتحيها بروحج، وهذي انا بعطيج اياها بنفسي ...
فتح العلبة وطلع سلسلة ناعمة فيها قلب، وسوار ناااعم من قلب، كان ذهب أبيض .. تقرب منها ولبسها السلسلة، واهي توترت، واخذ السوار ولبسها اياه بيدها، وظل ماسكها، قال بابتسامة: تعرفين ليش لبستش سلسلسة برقبتج وسوار بمعصمش بالذات ؟
ردت بعفوية: ليش ؟
حسين: لأنج من هذي اللحظة معصومة عن كل الرجال إلا أنا، وهذا دليل السوار بمعصمج، ولأن روحج انعتقت من الحرية وانسجنت ... بسجن قلبي، وهذا دليل السلسلة في رقبتج... انتي لي انا، وبس ...
ظلت صاخة واهي تطالعه مب مصدقة .. ابداً ما توقعت ان مثل هالكلام بيتوجه لها، ولا عمرها تصورت ان بتكون ليلة عقدها بهالاحساس المثير ..!
غمضت عينها لما باس جبينها بحب: انا الحين بخليج لأن الوقت تأخر .. ما باقي شي عن الصلاة ... بس ابا اطلب منج طلب
ردت بهمس: آمرر
حسين: انا نذرت على نفسي لما الله ينعم علي بوصال ويجمعني فيج، اصلي له ركعة شكر، وابيج انتي تصلين بعد ركعة شكر ...
هزت راسها: إن شاء الله
مسك يدينها الثنتين: شكلج بردانة وايد .. تبين جاكيتي ؟
ضحكت بخفة: لاا اقدر اقصر على الايسي
حسين: هههههه على راحتج .. انا عندي مفاجأة لج بس المشكلة ما اقدر افاجأج فيها بنفس اليوم مضطر اني اقولها من قبل
قالت بفضول: شنو اهي ؟
حسين: بقولها لج .. بس بليلة الحفلة لزووم التشويق .. يعني بعد 3 أيام
ضحكت بخفة، طالعها بفرح ممزوج بحزن: يالله انا لازم امشي الحين
هزت راسها وما ردت، وقف واهي وقفت وياه، ومشيت جنبه لبره البيت، قالها: تامريني على شي؟
منى: سلامتك ..
وقف قبالها يطالعها وظل ساكت، واهي قلبها صاير طبووووول .. بلعت ريقها، حضنها بهدوء وتنهد، واهي ظلت على وضعها، مسك يدينها وباسها: تصبحين على خير .. وأحلام سعيدة، لا تنامين قبل صلاة الفجر
ردت واهي تحس ان انفاسها مخطوفة: اكيد لا توصي
حسين: الصبح بكلمج عشان امرج ونروح بيتنا .. امم اوكي ؟
همست بصوت ما ينسمع: اوكي
ترك يدها: مع السلامة ..
منى: الله يسلمك ..
ومشى عنها والتفت لها وغمز وابتسم واهي حركت يدها بـ " بااي " واهو بالمثل ومشى ... وواهي راحت الميلس، واهي ماسكة يدهااا مب مستوعبة الاحاسيس اللي تعصف بداخلهـــــا ..!
حملت الاكياس وبندت الايسي وطلعت وراحت غرفتها واهي تلعب بالسلسلة اللي برقبتها، لما وصلت الغرفة فتحت الهدية الثانية بشوق ... كانت عبارة عن صندوق بني قدييم .. متوسط، وفيه قفل والمفتاح محطوط في ميدالية على شكل يد، فتحته ووسعت عينها على اقصاها .. ريحته كانت حلووة، كان ملياان ورد أحمرر وأبيض .. فرقت الورد وانكشف تحت الورد قرآن صغير ... ومحطوط " عين صغيرة " اللي تنحط في السلسلة ... وفتحت الورقة اللي كانت ملصوقة الصندوق [ فكرتُ في هدية إهديكِ إياها، تكون أزلية .. لا تُمحى ولا تتلاشى ..
لم أجد غير ربيع قلوبنا .. كتاب الله .. وكتاب هدايتنا ..
تذكريني كل مساء صيفي أو شتوي .. حينما تتلين كلمات الله بعطر أنفاسكِ الطاهرة ..
وتحتضنين الأحلام .. طالبة الأمل، والأمان ..
زوجتي العزيزة .... دعواتٌ نقية من القلب إلى السماء حيث عرش الله .. مكللة بحب صافي ..
أن يدوم وصالنا ، ويكون الحب قُوْتُنا .. والسعادة كساءً لنا .. والإيمان قنديل ينير دياجير ظلماتنا ..
ولا ليلٌ بعد اليوم ... ما دامت يداي الباردتين تعانق يديكِ الدافئتين، وعيناي الضامئتين .. تحتضنُ مقلتيكِ
لتكون المُنى القمر المتوهج في صدري ..
وليكون الحُسن ، نجمٌ متلألأ في ظفائر شعركِ ‘
لأول ليلة، ودّي وتحناني / حسين ‘ ]