[ كُـلْ المُنى أنتِ ]
مـلاحظـة قبـل البـدء / الجـزء بهِ بعض الجرعات الجريئة !
والقادم أيضاً جرئ .. لذلك ... أعذروني أو أستمحلوني لا أعلمْ
هذه مزاجيتي وأفكاري !
شكراً لكم جميعاً ،،
[ 10 ]
الموافق / 12 يناير
اليوم / الخميس
الساعة / 2.00 مساءً ( عند الظهيرة )
{ الحُـب ع ـذ (ا) ب }
كنا متجمعين كلنا على سفرة الغدا .. ونسولف بمواضيع معينة ..
جدتي: ويـه يا ام صادق أيام قبل لبنية ما تشوف المعرس إلا ليلة العرس، والحين تشوفه في المقابلة وتوتوت وياه في هالتلفون وفي العنترويت ( النت ) أيـه راح زمان أول راااح
أمي: لكن الحين عاداتنا أحسن، قبل البنية تنصدم في اللي بتاخده وتبتلش بعدين الحين الناس فهمت ولبنية ما تتزوج إلا لما يشاورونها وتكون مقتنعة
علياء: امااااه عيل انتين انصدمتين ليلة عرسش بأبويي وابتلشتين فيه هـا
ضحكنا كلنا، وأمي قالت بعصبية: لا تطولين لسانش، اني ما قلت هالحجي
حسن: توووش الحين انتين تقولين لبنية تنصدم وتبتلش
أمي: اني قلت لبنية ما قلت انييي عـاد
ضحك ابوي: يطنزون وياش هدويش انتين ما تشدين لمزاح
أمي: لا يطلعون عليي حجي اني ما قلته
ههههههههههههه والله امي نكتة
جواد: محمد بكرة بيجون العمال عشان يشوفون تخطيط البيت
حسين: انت الحين شلون بتبني؟
محمد: حجرتي هذي اهي بس بفتحها أكثر وبسوي حمام ومطبخ وصالة صغيرة
أبوي: بس هـا حاسب عدل ترى الاسعار هالأيام ضوّ، وايد مرتفعة اذا رحت تشتري الطابوق وهالسوالف حاسب للسعر
محمد: انا ما بروح جواد هو اللي بيروح
نزل جواد راسه بعد ما طالعه أبوي بنظرة .. من ذاك اليوم يوم تصير المشكلة ! والوضع متوتر بينهم ... الله يكون بالعون ..
رحت المطبخ أغسل يدي وجواد ورايي
التفت له لما قال لي: ابيش شوي تعالي غرفتي
طالعته باستغراب: شصاير؟
جواد: انتي تعالي وبتعرفين ..
ـ اوكي!!!
غسلت يدي وركبت فوق ... طقيت الباب ودخلت ..
على طول تحرك صوبي وسحبني من ذراعي وقعد على السرير وقعدت جنبه
طالعته باستغراب: شفيك؟ وش صاير؟
قالي بسرعة: ابي منش شغلة بسيطة خدمة
ـ خير ! آمر !
جـواد: زينب مريضة ومرقدة بالمستشفى
طالعته باستغراب أول مرة يصـرح لي عنهـا كـاش في الويه
جـواد: شفيش ساكتة ؟!!
ـ ها اانزين ؟!
جـواد: شنو انزين؟
ـ اقصد شفيها؟
طالعني بحزن: فيها فقر دم " سكلر " رقدوها من أمس .. بروح وياش العصر عشان تزورينها أبغى اطمن عليها .. وحاولي تدبريني عشان اشوفها
طالعته بذعر: تشوفهــا! مينون انت .. تدخل على لبنية غرفتها
حط يده على بوزي وقال: قصري حسش لا تفضحينا .. انا ما بسوي منكر! ابغى بس اشوفها واطمن عليها .. منـى بليز انتين اختي وابيش تسوين لي هالخدمة ومستحيل انساها لش .. منووي والله ما نمت من يومين ! ابغى اطمن عليها
طالعته مستغربة! في ذمتكم! هذا جواد اللي يكلمني ! وين الغموض وين الكتمان وين الهدوء وين الرزانة... تكفين ! بليز ! يترجـاني ! مانام من يومين ! اني اخته! توه مذكر ان اني اخته
طالعته بانتقام وقلت: توك تدري اني اختك هـا للمصلحة جاي لي
سكت فترة وهو يطالعني بوجه جامد .. بعدها قال: اطلعي بره
مـا توقعت ردة فعله جذي! حاولت استدرك الأمر: ويش؟
عاد علي الجملة وهو يشدد على حروفه: أقـولش طلعـي بـره
بلعت ريقي واني منزلة راسي تحسفت على اللي قلته، الحين وقته اعاتبه! معشوقته الازلية على فراش المرض وهو بموت من الخوف عليها واني قاعدة اتسيخف عليه
قلت له: كنت امزح ... بنروح لها العصر
ـ لا مشكورة .. ما احب اجبر احد على شي
ووقف وعطاني ظهره .. قمت من مكاني وجودت يده: امسحها بويهي ما كان قصدي، اليوم العصر بنروح لها اوكي؟ عشان نطمن عليها وبالمرة عشان اني اتعرف عليها ابغى اشوفها متشوقة اشوف شكلها من بعد ما كلمتها ...
التفت لي باستغراب: كلمتينها؟
فتحت عيني بخوف، شـو ما يدري !! : هـا ايه ! كلمتها!
جواد: بس اهي ما قالت لي ؟!
ـ اممم ممم ممدري
جـواد: وشلون وصلتي لها ؟!
هـا ! شقوله الحين ! فتشت غرفتك وفتحت تلفونك ! بلعت ريقي وقلت بسرعة: أمي تناديني بجهز روحي و 4.30 بنطلع من البيت
وركضت وشدخت بالباب ونزلت تحت بسرعة.. ياويلي ياسواد ليلي ! شسويت! حطيت يدي على خدي اتخيل كـف على الطاير جاي من يده... آآآخ والله يعور!
أخذت حنين من عند أمي اللي كانت هلكانة من شغل البيت..
ورحت غسلت ويها ونظفت ثيابها.. ورحت غرفتي عشان أنيمها
خليتها بحضني وبطحتها عشان تنام.. واني العب بخصلات شعرها الناعمة وأحركهم بنعومة..
قالت حنين: ماما هدى في الروضة.. تقول ان الامام الحسين عنده بنت حلوة مثلي اسمها رقية
جفلت بألم وطالعتها بحزن.. وكملت ببرائة: رقية كانت تصيح تبي باباتها بس هو راح عنها.. ليش راح؟
حطيت يدي على خدها: لأن الاعداء قتلوه وما عطوه ماي
حنين: ليش ما عطوه ماي؟
ظليت ساكتة وراسي منكس للأرض..
مسكت حنين يدي وباستها وبعدين حطت يدها الصغيرة على خدي: منى اني احب سيده رقية وامام الحسين
ابتسمت: لانش شاطرة
وقالت حنين بحزن: وما بشرب ماي خلاص
طالعتها باستغراب: ليش؟
حنين: اني احب الامام الحسين وماما قالت لي لازم اصير حلوة وشاطرة عشان اروح له في الجنة
اني ما بشرب ماي عشان اروح له الجنة
ارتخت ملامحي وجرح طاعن ينغرس بداخل قلبي... وتعلقت الدمعة بجفني، حضنت حنين لصدري وظليت انوز ابها، واني اصيح ودموعي على خدّي تسيل..
لحتى ما نامت.. اخذتها لفراشي وغطيتها.. طبعت بوسة خفيفة على جبينها وخدها..
وبعدها دخلت أسبح وأجهز عشان العصر اروح المستشفى مع جواد
كان الوقت يمر بسرعة.. تذكرت احداث اول امس!
تراه اليوم ثالث ايام عيد الاضحى! هههههههه نسيت والله
اول امس وامس كان ربشة
أحلى شي أول يوم طلعنا كلنا للبحر ورمينا الضحايا .. بعدين رحنا المائية كاان زحمـة عدل
بس استانسنـا وايـد .. ما صارت احداث وايد يعني
بس كان فـن ...
التفت لجواد اللي فتح باب الغرفة .. انتبه لحنين اللي نايمة على سريري وقال بهمس: ها نمشي؟
ـ 10 دقايق وبطلع
جواد: اوكي انا تحت انطرش بروح اسخن السيارة
ـ اوكي
رتبت شعري ورفعته بكلبسة فيها ريش اسود.. وحطيت قصتي ورا اذني.. كنت لابسة تنورة
بيضة طبقات .. وعليها بدي وردي مخصر وعليه جاكيت أبيض فيه فصوص ناعمة على الأطرف .. قصير يوصل لتحت الصدر .. ولبست سلسلة على شكل قلب محفور فيها اسمي .. وتراكي صغار دوائر ..
خطيت عيوني بالكحل وحطيت قلوس وردي خفيف بشفايفي .. لبست عباتي وشيلتي ..
اتأكدت من شكلي بعد ما تعطرت وأخذت شنطتي الصغيرة " البيضة "
التفت لحنين اللي قعدت من النوم .. حملتها وبستها في خدها وهي كانت تعوس في عيونها بإيدها وشعرهـا منفوش .. وتتثاوب ! هههههههههه
نزلت تحت للطابق الأول ووديت حنين لأمي
أمي: اله لابسة العباية والشيلة ؟ وين بتروحين ؟
ـ بطلع ويا جواد اخوي
أمي: وين ؟
تلعثمت .. ما عرفت شقول.. نزلت حنين على الارض ورفعت راسي وقلت لأمي: وحدة من الربع مرقدة بالمستشفى وبروح أزورها ...
أمي: منهي؟
ـ ما تعرفينها اماه ...
وكملت وقلبي انقبض واني اجذب: وياي بمدرسة
أمي: زين الله يشافيها إن شاء الله
ـ إن شاء الله .. يـالله مع السلامة
وطلعت من البيت وركبت السيـارة .. سيارته كانت كابرس ! لونها أسود
بعد ما سكرت الباب التفت له .. وفتحت عيوني ! شـو هالكشخة !
ابتسمت بخبث: ما شاء الله كاشخ ؟!
طالعني وابتسم .. ولف المنظرة ناحيته وقال وهو يعدل شعره: شرايش؟ أوكي؟
ـ شيـخ ما شاء الله عليك.. يالله نتوكل عشان لا نتأخر
ومشـى السيـارة.. كان لابس قميص أبيض مفتوحة أزراره فوق وبنطلون جينز أسود..
وشعـره فيه جلّ ومرجعه على ورا !
وريحة العطر! حدّث ولا حرج.. متسبح فيه وواصلة الريحة لآخر الشارع!
الظاهر اليوم.. يوم الأبيض العالمي هههههه
التفت له بملل.. وطالعته.. لقيته يسوق وهو شبه سرحان! أكيـد يفكر فيها؟! ياحظش يا زينب .. لقيتي واحد يحبش ويموت فيش!
طالعني منتبه لما قلت: شفيهـا بالضبط؟
جـواد: أهي مصابة سكلر وكل بين فترة وفترة تتعب .. بس هذي ثاني مرة يرقدونها بالمستشفى
ـ تظل وايد بالمستشفى؟
جواد: لا .. بين الاربع الايام لأسبوع
ـ الله يشافيها
جـواد: إن شاء الله .. اهي توها امس مرقدينها ان شاء الله خلال هاليومين يرخصونها .. من امس ما كلمتها
ـ ليش؟
سكت وبعدين قال: ما اقدر اسمع صوتها وهي تتألم ... وأخوها كان وياها فما صار مجال اني اكلمها
ـ يعني ما تدري بزيارتنا لها الحين؟
جواد: لا اقولش ما كلمتها لاه
هزيت راسي وظلينا ساكتين .. بعدها التفت لي بتوتر وقال: منى ابي اشوفها
قلت بلهجة حادة: لا يعنـي لا
جـواد: ليش لا؟
ـ جواد انت مينون؟ لو يطبون اهلها مرة وحدة في الغرفة شنقول لهم؟ تبي تسوي للبنت مشكلة؟ انت تحبها صدق؟
جـواد: شنو يعني ألعب؟ اكيد احبها صدق والا ما جبتش عشان اطمن .. منى أنا لازم اشوفهـا تفهمين يعني شنو قدري حالتي اني ما نمت من يومين والله تعبـان بس نظرة وبسلم عليها وبطلع
سكت واني حيرانة .. قلبي معورني عليه بس مو عدلة مو عدلة يدخل على البنت ويسلم عليها .. وين احنا قاعدين ؟! أمريكـا !!!!
والتفت له: أني بدخل وبسلم عليها وبقعد وياها وبطمن عليها وبطمنك ما يحتاج انت تشوفها
جواد: بـلى يحتاج .. أبي اتأكد أبي قلبي يرتاح لازم اشوفهـا
ـ عيـل انت ادخل عليها واني بقعد في السيـارة زيـن؟
جـواد: مينونة انتين ؟
ـ مينـونة اذا خليتك تدخل على البنت مو عـدلة افهم..
جـواد: تدرين؟ من الحين لين ما نوصل يصير خير!
وظلينا ساكتين ... وقف عند محل وروود ونزل ...
بعدين فتح الباب اللي ورا حط باقة الورد وعلبة حلاوة ورجع ركب السيارة وكملنا طريقنا لين ما وصلنا المستشفى ...
وصلنا عند الغرفة وترددت اني ادخل ..
بعدين توكلت على الله ودخلت .. كانت الحجرة هـادئة مافيها ولا صوت .. وريحة المستشفى المقرفة تحتويها
تقربت من السرير .. شفتها!
كانت نايمة! ... كانت آيـة من الجمـال !!
أول مرة أشوف إنسانة جميلة جذي !
تقربت من السرير بس ما حست فيني .. كانت بشرتهـا بيضــا
ويها دائري وبريء .. جبينها صغير وطريقة رسمة شعرها من قدام حلوة!
رموشها يبين انها طـويلة وكثيفة .. وخشمها طـويل وحـاد
وشفايفها مليانة بس كانت باهتة .. فيها صفرة بويها ! وكانت عاقدة حواجبها وكأنها تتألم
عورني قلبي عليها ! كان السيلان " المغذي " محطوط في يدها ..
ما عرفت شسوي ! طلعت مرة ثانية ..
ركض جواد ناحيتي: هـا شخبارها؟
ـ نايمة ! ما اوتعت لي وما حبيت اقعدها ..
جواد: منو وياها بالغرفة؟
ـ مسكينة ماكو احد معاها!
طاف جنبي جواد متوجه للغرفة مشيت بسرعة وجودت يده وتسندت على باب الغرفة: شبسوي؟
جواد: بدخل عندها أبي اشوفها
ـ مينون انت ؟ الحين لو يجي أحد من اهلها هني بتصير لنا مصيبة
جواد: محد بجي ما بطول دقايق بس بشوفها
وما عطاني فرصة ودخل الغرفة .. دخلت وراه .. كان يمشي بخطوات بطيئة .. واني امشي بسرعة
قلت له: لحظة اشوي اوقف
طالعني باستغراب: شنو؟
تقربت منها بسرعة وغطيت شعرها ..
وتقدم جواد من السرير ووقف.. طالعها وزفـر وتنهد بصوت عالي
حط الحلاوة على الطاولة والباقة بيده..
مشيت لجهته ووقفت.. جودت ذراعه اليسار وطالعته.. كانت نظرته حزينة ويبين عليه انه خايف عليها.. همس: حبيبي أنا هني
وكأن قلبهـا حسّ ! فتحت عيونها شوي شوي.. وابتسمت بخفة !
بعد فيها غمازات مثل جواد! وعيونها خضرا !
ورجعت غمضت.... وفتحت عيونها مرة ثانية... وقالت بصوت تعبـان متفاجأ: جـواد
تقرب جواد من السرير: ياعيون وروح جواد
كانت بتقـوم ورفعت جسمها بسرعة وصرخت مرة وحدة: آآآي
ورجعت ارخت راسها وهي تشهق وتصيح وملامح ويها الصافية اعتفست.. تداركت الأمر ورحت اركض لها..
جـواد: سلامتج
رفعت السرير وحطيت يدي ورا كتفها.. وقعدتها وعدلت الشيلة على شعرها..
ـ ارتاحي لا اتعبين نفسج..
طالعتني مستغربة.. ابتسمت لها بعطف: منـى أخت جـواد..
ابتسمت بلطف: هلا
تقدم جواد وحط الباقة بحضنها: ما تشوفين شر يالغالية
ابتسمت بخجل ونزلت راسها: الشر ما يجيك
جواد: تعبانة وايد حياتي؟
رفعت راسها وشفت دمعتها: ذبحني المرض جواد ينهش عظامي وياكلها اكل.. الموت أرحم لي والله
جواد: حبيبي لا تقولين جذي عساه فيني ولا فيج.. إن شاء الله كلها كم يوم وتقومين بالسلامة بس انتين صبري
زينب: وش بيدي غير الصبر
جـواد: وحشتيني .. كنت ضايع هاليومين بدونج
ابتسمت: وأني بعد اشتقت لك
جـواد: لا تصيرين دلوعة وايد وتطولين هـا .. يالله يومين بالكثير وتطلعين من المستشفى
كنت واقفة بينهم واحس اني غريبة ! حسيت بحركة عند الباب وخفت احد يجي.. فمشيت بهدوء للباب وظليت وافقة اشوف الرايح والجاي واطمن على الوضع..
التفت لجواد: يالله نمشي ؟
ـ بسلم عليها وبجي وراك.. انت اطلع بره
جواد: اوكي!
ورحت لها.. ابتسمت لها وابتسمت لي.. ما شاء الله ! اللهم صلي على محمد وآل محمد
جمال جمـال !
جودت يدها: ما تشوفين شر إن شاء الله.. الله يقومش بالسلامة
زينب: الشر ما يجيش.. شكراً على الزيارة
غمزت لها: ولو هذا الواجب... يالله مع السلامة..
مشيت عنها ويوم قربت من الباب التفت لها مرة ثانية .. لقيتها حاضنة الباقة وتشم الورد ابتسمت وطلعت ...
مشيت جنب جواد .. كان طويــل واني قصيرة ! اوصله لتحت كتفه بشوي! طالعته: ارتحت الحين؟
التفت لي وقال بحزن: ما يصير ارتاح
طالعته مستغربة واني ماني فاهمة كلامه، كمل كلامه وهو يبلع غصّة: اهي تتعب وانا ارتاح؟ مستحيل!
معقول ! لهـدرجة الحب يسوي في الانسان! انه يتمنى الألم فيه ولا فيها؟ معقول يفضل التعب والحزن والألم على الراحة عشانها ؟
بهالزمن ؟ في ناس مخلصين جذي ! في ناس يحبون بصدق من عمق المشاعر! قليل اذا نشوف
وهذاني اشوف أخوي ! في قمـة ألمه وعشقه !
ركبنا السيـارة متوجهين للبيت،، رن تلفوني .. كانت جي جي متصلة .. رديت بمرح: هـلا والله
وصلني صوتها بهدوء: مرحبا منى
صخيت ورديت بنفس الهدوء: مرحبتين هلا جي جي شخبارش؟
جي جي: الحمدلله انتي كيفك؟
ـ تمام .. خير شفيش ؟ صوتش تعبان ؟
جي جي : منى معليش الليلة أقدر أزورك ؟
ـ أكيد !! حياش بأي وقت
جي جي: خلاص بعد الصلاة بساعة بكون عندك
ـ اوكي! بنتظرش
جي جي: مع السلامة
ـ الله يسلمش !
استغربت! اول مرة اشوف جي جي حزينة جدي.. شفيها ؟! الله يستر !
احنا اتفقنا ان بكرة تزورني !! الله يستر إن شاء الله خير
وصلنا البيت ونزلت.. أما جواد فشخط بسيارته مرة ثانية! الله يكون بعونه
دخلت البيت ورحت غرفتي .. علقت عبايتي وشيلتي بالشماعة ودخلت الحمام – كرمكم الله – وتمسحت للصلاة ..
وبعد ما صليت .. نزلت تحت
افكر شفيها جي جي ! توني اول امس مكلمتها ومباركة لها بالعيد ؟! وكانت طايرة من الوناسة !
أمي كانت وياي بالصالة وظلينا نسولف بمواضيع متفرقة.. لين ما طق الجرس
رحت فتحت الباب وكانت جي جي.. حضنتها وبستها ودخلت وياها البيت
كانت شاحبة وملامحها حزينة .. سلمت على أمي بالصالة ..
ـ أماه بنروح غرفتي ها
أمي: دخليها غرفة الضيوف عيب
جي جي: عادي خالتي كله واحد ..
ـ في غرفتي نرتاح أكثر ..
أمي: على راحتش
جريت جي جي ورحنا غرفتي .. دخلتها غرفتي .. ورحت لعلياء: بسرعة قومي حطي لي قدوع وسوي عصير صديقتي جواهر هني
علياء: منى مالي زاغر
ـ بليز علياء بعطيش دينار بخشيش
علياء: اوكي
ورجعت غرفتي دخلت ..
رحت لـ جي جي ولميتها وحضنتها .. بس اهي تشبثت فيني وقامت تصيح
خفت عليها .. ربت على ظهرها ومسحت على شعرها: جي جي حبي لا تصيحين وش فيش ؟ صاير شي؟ اسكندر فيه شي
جي جي: منـى بموت بموت
ـ بسم الله عليش لا تقولين جدي .. تكلمي قولي شصاير
ظلت فترة ساكتة وبعدها ابتعدت عني ومسحت دموعها ..
جودت يدها .. وضغطت عليها لأن ادري ان هالحركة تحسس الطرف الاخر ان هالانسان قريب منك وبتقدر تتكلم .. رفعت عيونها وقالت بصوت متهجد: أني حـامل
فتحت عيني على وسعها... : حــامل !
جي جي: ايه بالشهر الأول .. صار لي ثلاث اسابيع
حسيت روحي ضايعة ! سكت وما عرفت شقول...
جي جي: اسبوع اللي فات جتني دوخة وطحت اخذني اسكندر للمستشفى وعملوا لي تحاليل، اليوم الصبح رحت استلمتها.. وطلع اني حامل بالشهر الأول..
وسكتت فترة وبعدين قالت: مخطـوبة وحـامل ! منوي اذا اهلي عرفوا ما اعرف ايش راح يصير ما ادري
ورجعت تصيح...
وقفت وحضنتها خليتها تفرغ شحنات الحزن .. حامل ! للحين ماني قادرة استوعب
لازم اواسيها واوقف وياها .. ما يصير اظل ساكتة
ـ أسكندر وش ردة فعله؟
جي جي: اسكندر تعبـان كثير يا منى تعبان كثير .. نحنا للحين ما خلصنا قرض حفلة خطوبتنا .. وشقتنا ما تجهز إلا بعد 4 أشهر .. ولديون علينا كثيرة ..
ـ زين انتي اهدأي وذكري الله ما بصير اله الخير ...
جي جي: منى ممكن مويه؟
ـ إن شاء الله من عيوني ..
رحت اجيب لها كاس ماي وأني الافكار تروح وتجي في بـالي ... تعوذت من بليس ورحت لها
شربت الماي وظلت تصلي على النبي وهدأت .. قعدت جنبها: شبسوين الحين؟
جي جي: ما ادري
وظلينا فترة ساكتين ...
ـ خايفة من أهلش؟
جي جي: من أهلي وأهله وكلام الناس ... هذا بكوم وظروف اسكندر بكوم .. منى انا مستعدة اوقف قدام الدنيا كلها عشان احافظ على اسكندر مستعدة اواجه أهلي وأهله واتحمل كلامهم عشانه ... وكلام الناس ماعلي منه .. بس اللي كاسر ظهري اهو الظروف العنيدة .. منى ماديتنا جداً ضعيفة الشقة ما تجهز إلا بعد اربع اشهر .. ومن هنيه لين أربع شهر بيبين الحمل علي وما بقدر أخبي على أهلي
رصيت على يدها: جي جي انتي مب مسوية منكر .. انتي قدام الشرع متزوجة .. واسكندر اهو زوجش .. بس هذي عاداتنا وتقاليدنا اللي ابتدعت سالفة حفلة خطوبة وحفلة زواج .. جي جي انتي ما سويتي خطأ ولا عصيتي الحين اللي صار صار وما تقدرين ترجعين شي .. شبسوين مثلاً بتجهضين وتطيحين الياهل؟
صرخت : مستحيل يا منى مستحيل .. ولدي هذا ولدي مستحيل اطيحه ما اقدر
هديتها وقلت: خلاص عيل .. الحين انتي لا تعوري قلبش ولا اتعبين نفسيتش .. توكلي على الله وثقي فيه .. اهو الرحيم بعباده .. واسكندر لازم توقفين وياه هذا ولدكم ثنينكم موب ولدش بروحش! يعني لازم تتقبلون الأمر الواقع وخلوا الأمور تمر على خير
وقطعت كلامنا دخلة علياء .. ابتسمت بإحراج وسلمت .. حطت الصينية على الأرض وطلعت من الغرفة ..
جي جي: بس اهلي ما بيزفوني لأسكندر بدون حفلة .. لازم يبون حفلة وزواج وهذا يبي له مصاريف
ـ وين كلامش قبل؟ توش تقولين بتوقفين بوجه العالم عشان تحافظين على اسكندر! جي جي ولي أمرش الحين اهو اسكندر فيه عقد شرعي يثبت انه زوجش شرعاً.. يعني اهلش الحين ما لهم سلطة عليش.. هذي حياتش انتي مو حياتهم انتي تشوفين ان اسكندر رجال كفو ويستحق انش تضحين عشانه؟
جي جي: اكيد وما عندي أي شك بهذا
ـ خلاص عيل.. لا تعورين قلبش وتسوين بنفسش جذي.. اوقفي مع زوجش يا جي جي مثل ما اهو قاعد يشتغل ويكد ويتعب عشان يأمن لش الراحة انتي بعد امني له الراحة وكلام الناس ما عليش منه .. يتكلمون اليوم وبكرة وبعدها يحصلون سالفة ثانية وينسون.. أهم شي يا جي جي رضا الله سبحانه ورضا زوجش وضميرش.. والناس ترا رضاهم صعب..
ابتسمت وفيها حزن: إن شاء الله
ـ طيب والمدرسة ؟
هزت كتفها: ايش اقدر اسوي بكمل هالفصل وعلى الله ما يكشفوني.. اذا كشفوني بيفصلوني بس اذا للحين انا ما كملت الشهر الأول يعني بخلص هذي السنة وما برز بطني.. والسنة الجاية؟؟ شسوي بعد بتروح علي!
ـ قدميها بعدين منازل... لا تفوتينها
جي جي: إن شاء الله خير
ابتسمت لها: والله وكبرتي يا جي جي وبتصيرين ام
ضحكت جي جي: هههههه كووولي عسـل
ـ جي جي كم عمرش؟
جي جي: احم احم مو يقولون لا تسأل المرأة عن عمرها.. لا عن جدّ عمري 18 سنة تعرفين مواليد شهر 1 تروح عليهم السنة ! وطافت علي سنة يوم يصيدني الحادث
ـ صحي متى عيد ميلادش ؟
جي جي: احم احم 27 يناير
ـ هههههههه كل سنة وانتي طيبة مقدماً
جي جي: لا حبيبتي ما اقبلها كذا.. تجين لي وتعطيني هدية وتبوسيني وتقولينها لي فيس تو فيس
ـ ههههههه أفا عليش ما طلبتي
وقطع حديثنا رنة تلفونها..
جي جي: هذا اسكندر !
ـ ردّي عليه.. وهـا ما اوصيش
ابتسمت.. وردت بهمس: هلا حبيبي.. الحمدلله بخير انت وش أخبارك؟ وصلت انت؟ طيب اذا وصلت دق لي مسكول وراح اطلع .. طيب تحمل بنفسك.. لا تسوق بسرعة... مع السلامة
ـ ويش وصل ؟
جي جي: لا بالطريق.. قريب من الاشارة
ـ زين يالله اكلي لش شي ما يصير
جي جي: عشانك بس..
وبعدها دق اسكندر مسكول وطلعت جي جي من بيتنا..
تعشيت مع البيت.. ورحت غرفتي أقرأ قرآن.. اليوم الجمعة ! واني ما سويت شي مفيد
قرأت سورة الكهف وكم سورة من القرآن.. لين ما حسيت بالنعاس.. وحطيت راسي على المخدة ونمــت !
::
::
::
::
::
" نهاية الجــــزء العـــــاشر "