تخيـل !
إن لك وردة تحبها ... وأنت راعيها!
يمكن هي مو ملكك .. بس أنت اللي مراعيها!
كنت النور لظلمتها!
بدمع العين مسقيها..
جرح شوكها يدك ..
ودمك معلم فيها!
وجاء إنسان يقطفها وأنت اللي أحق فيها!
[ أكيــــد ]
بتموت من قهرك .. خذاها وأنتَ راعيها!!
:
(( منى .. 7.30 مساءً ))
كنت دافنة نفسي تحت الغطا واني متمددة على سريري، الحجرة ثلج من المكيف، وشفايفي ترتجف، وأحس حرارة جسمي مرتفعة، ما فطرت ولا تغديت ولا دخل ببطني شي، كل ما اذكر اللي صار، أسامة ولد خالتي حرق تلفوني من الاتصالات ولا رديت، وهدى بعد، ووديعة كانت متصلة مرة، وحوراء بنت خالتي،ماكان لي زاغر ارد على احد، محمد دق الباب العصر بس سويت روحي نايمة واهو احترم حالتي وطلع وما كلمني، رديت على اتصال أسامة بعد ما شفت المسج انه يبي يكلمني ضروري، قلت بصوت واطي مبحوح: ألو
وصلني صوت أسامة خايف: هلا غنة شخبارش؟
همست بخوف: الحمدلله
أسامة بحنان: منوي ترى انا من نمت من البارحة افكر باللي صار، ادري ان صعب عليش وايد، والله لو بيدي قتلته بس اتعرفين وش بصير؟ والمشاكل بين العايلات وو، واذا سألوني شنو السبب وانا ما بيني وبينه أي كلام! انا ما ابي الموضوع ينفضح عند البيت كلهم، بس لازم تقولين لأبوش!
قلت باندفاع ودموعي تجري: لا أبوي لا!
أسامة: منوي ما يصير لازم احد يعرف!
قلت بصوت واطي وصوتي يرتجف واني احسّ بمغص في بطني: معليه اسامة اني بتصرف، بس تكفى لا تتكلم لأي احد! لا لأبوي ولا لأخواني ولا احد، وإبراهيم تجنبه ولا تكلمه، اني بتصرف بروحي
أسامة: منى! انتي بنت خالتي وانا اعرفش زين، وواثق منش وادري ان الغلط مو منش، يعني لازم تتكلمين! الموضوع لازم يتدخل فيه رجال! وانا ما بقدر اسكت
قاطعته بخوف: أسامة والله بتصرف، اوعدك اني بسوي الشي الصح، بس خلني بالاول استوعب وارتاح شوي، محمد توه راجع أمس من السفر، اوعدك بتصرف!
أسامة: على راحتش، بكون وياش على اتصال، ابغى اتصل بكرة اكلمش تكون المسألة منتهية، زين غنة؟
هزيت راسي: إن شاء الله، مشكور اسامة
أسامة: العفو، تحملي بروحش يالغالية، يالله مع السلامة
ـ الله يسلمك
سكرت التلفون، ورميته جنبي وغصت أكثر بلفراش، أحس ببروووودة وبنفس الوقت حراررررة داخل جسمي، غمضت عيني وأني اذكر لمسته، كان شكله مخيف، لحيته خشنة قذرة، وشعره أشعث، شفايف سودة وعيونه حمرة، وثيابه مشققة وريحة الخمر فيه مقززة، حسيت اني برجع لما استرجعت الريحة وحسيتها بانفاسي، حبست انفاسي وغمضت عيني بقوة، مسكني من خصري وقربني منه لمسته وهو راص على يدي خلتني احس بالضياع بالخوف، كان قريب مني بشكل فضيع، أنفاسه الحارة المقرفة كانت تضرب ويهي، صحت أكثر وانتحبت ما ابا اذكر مابا اذكرررررررررررر
بسسسسسسس بسسسسسسس والله تعبت ما ابغى اذكر، ليش سوى جذي! ليش يصير لي جذي! من ولد عمي! أقرب الناس لي منلحمي ودميي، ليش يخليني اكرررررهه اكرررررررررررررهه، ما عمري كرهت انسان ولا حتى اهو، حتى لما كان يقول انه يحبني واشوف نظرة الرجا بعيونه واني ادري انه يتعاطى مخدرات، ما كرهته، وخشيت الحقيقة عن الكل ولا خبرت بيتنا عن سواياه، بس الحق علي اني، اني الغبية التافهة الي سكت، طول عمري انتقد صديقاتي واقول انهم اغبياء، واذا صادتهم مشكلة ما يتصرفون بشكل صح، مثل لما صارت السالفة مع مريم وخالد، قلت انها لازم تدخل ريال بالمسألة، والحين اني طحت بنفس خطأهم! ليشش ياربي، لو مب أسامة لحق علي كنت بضيع، بضييييييع، حياتي بتكون منتهية، أغلى شي عندي ممكن يروح .... هالفكرة جننتني خلتني افقد صوابي وعقليتي، فقمت اصيح بصوت اعلى، وقمت اصارخ من قمة راسي، ودفنت راسي والموسدة على راسي واني اشد عليها واصاررخ، انفتح الباب بقوووة، ودخل محمد خايف علي، مسكني واني ارتجف وانتفض مثل ورقة ذبلانة، حضنته وحطيت راسي على صدره وتشبثت في ثيابه، قالي بخوف وهو يمسكني بقوة ويسكن ارتجاف جسمي: منى؟ منى؟ شفيييييش؟ تكلمي منى؟
ورفع راسي عن صدره وحضن ويهي بيدينه واني اصيح منهارة: منووي! تكلمي حبيبتي شوفيني انا محمد كلميني! شفيش؟ منى شنو يعورش
نزلت راسي لحضنه مرة ثانية وظليت اصيح، حطيت يدي ورا ظهره: محمـد اني بموت بنتهي خلاص، تعبــانة! تعبــانة!
رفع راسي مرة ثانية ويودني من كتوفي واني لازلت على حالي ارتجف: منى اهدأي شوي ذكري الله لاه! ذكري الله فهميني!
ما كنت اسمع شنو يقول كنت بدوامة واني اذكر لمسته لي، ويهي، ذراعي، خدي، يودت شعري ومشعته بقهر وظليت اضرب خدودي: ابا امووووووت اباااا امووووووووت!
مسكني محمد بقوة اكبر ونزل يدي لما كنت اضرب نفسي، وحط يده على خدي وقال بحنان وهدوء مناقض لحالتي: منى اهدأي شوي شوفيني انا من! انا محمد! اخوش نظر عينش، انا ابو كرار! شوفيني انا محمد
هدأت واني اسمع نبرة صوته، بس صياحي ما وقف لأن دموعي كانت تجري، وشهقاتي تطلع غصب عني، رفعت عيني اطالعه ولما تلاقت عيوني بعيونه حسيت الدنيا تدور فيني، رجعت اشم ريحة ابراهيم، ولما ذكرت اسمه حسيت بنفس هذاك الشعور المقزز، هديت محمد ونطيت من السرير وركضت للحمام واستفرغت اللي بداخلي، طحت على ارضية الحمام واني ارتجف، يدي ريولي شفايفي ترتجف، وعيوني ترف، محمد قالي بخوف: منوي تبين تروحين المستشفى؟
هدأت شوي واني أحط يدي تحت الماي وأحس بالطهارة وشعور بالنقاوة يسري بداخلي: لاه اني زينة!
محمد وهو يوقفني بيدينه: تبين أروح اشوف أمي عشان تساعدش تتغسلين وتسبحين؟
قلت له واني انتفض: لاه اقدرر .. اقق اقدر بروحي
محمد وهو يطلع معاي من الحمام: انتين وايد تعبانة، متأكدة ما بتروحين المستشفى
قلت بانزعاج: لا محمد قلت لك لاه، بسبح بروحي
محمد: على راحتش، بنزل دقايق بييب لش ماي وعصير عشان تشربين، انتين دخلي اسبحي، البيت مافيه احد
مدري ليش حسيت بشعور حسسني اني محتاجة إلى "جواد"، قلت بصوت مليان حب وشوق: وينه اخوي جواد؟
محمد: جواد طلع من ساعة تقريباً
هزيت راسي بخيبة أمل وقلت: زين بدخل اسبح
محمد: زين شوي شوي تحملي بروحش
هزيت راسي مواقفة ودخلت اسبح..
.
.
(( محمد ))
كان قلبه يدق بقوة غير طبيعية، اول مرة بحياته يشوف اخته منى جذي! اول مرة بعمره كلله يشوف منى منهارة بهالطريقة، السالفة جايدة! كبيــرة! مو شي طبيعي، طالع تلفونها، ارتجفت يده يبي يرفعه مب قادر، معقولة منى تحب؟ وصايدنها شي، بعد عن راسه هالافكار، منى اقناعها صعب، من هالمحترف اللي اقتحم حياتها، حس بمغص ببطنه، لا لالا، منى ما ...
بلع ريقه ونزل تحت سوى عصير عالسريع، وصبه بكاسين، وشاف قطعة كيك سويت بالثلاجة اخذها، حطهم بصينية صغيرة، ابتسم يتخيل نفسه شيف، وقال بصوت مسموع: والله ان ما عندك سالفة يا محمد! اختك ما تدري ويش فيها وانت تفكر روحك شيف!
ركب الدرج ودخل غرفتها، مو من أسلوبه انه يفتش، اهو يثق فيها، وبينهم اسلوب الصراحة، ويعرف اخته وشلون يخليها تتكلم، طلعت من الحمام وكان ويها شاحب، ابتسم لها وبادلته بابتسامة باهتة، تقربت من الميز تواليت ومشطت شعرها بطريقة مبعثرة ورفعته، التفتت لمحمد اللي قالها بحنان: تعالي شربي العصير والماي
كانت بتقول مالي نفس، بس لما شافت نظرة عيونه هونت، مو كفاية اللي سوته من شوي؟ انهارت وفقدت سيطرتها على نفسها، قعدت وهي ساكتة ورفعت كاس العصير وظلت تشرب بهدوء، سمعته وهو يقول بصوت منخفض: منى انا لازم اعرف شنو فيش! ولا تقولين مافي شي! لأن انتي من البارحة يوم ترجعين ويا أسامة وانتي حالتش معتفسة، وانا يوم كلمت اسامة قالي انش انتين اللي بتتكلمين بروحش، والحين انا انتظر
رفعت راسها وطالعته بنظرة وردت نزلت عيونها وهي تطالع بالعصير وتلعب بالكاس وتلفه بيدها يمين وشمال، قالها: تكلمي!
ارتجفت شفايفها، ما تقدر، تحس ... ما تدري شنو تحس اصلاً، قالت له: مب الحين
قال بحزم: لا الحين!
رفعت راسها: محمد ما اقدر
مسكها من ذراعها ويحس ان صبره ينفذ: منى لا تتوقعين اني اشوف اختي واغلى انسانة بحياتي تتعذب بهالطريقة واسكت، وانتين تعرفين وش معنى منى بحياتي، فلا تخليني اتبع اساليب ثانية!
غرقت عيونها بدموع حاولت تحبسها: محمد مو الحين اقولك مو الحين
صرخ بانفعال: عيل متــى؟
منى بصوت مبحوح: لا تصارخ تروعني اكثر، روح وبعدين يصير خير
محمد: يعني؟
طالعته بعيونه: بكلم هدى! بهدأ نفسي واذا حسيت بشجاعة بيي بقولك
محمد: السالفة كبيرة وايد منى! ادري انها كبيرة! عشان جذي الليلة مستحيل يغمض جفني بدون ما اعرفها
منى: زين روح، بكلم هدى الحين وبعدين يصير خير
محمد: لا تحلمين اخليش! انا بطلع الحين، بس حسبي حسابش 9.00 بالضبط انتين عندي بالسيارة، بطلع وياش بره بالبيت عشان تاخذين راحتش بالكلام، اتفقنا؟
منى: اوكي!
.
.
بعد ما طلع محمد من الغرفة شربت كاس الماي، وحطيت راسي على مخدتي وتنهدت، باعدت عني كل الافكار، ما ابغى اصيح، ولا ابغى اتذكر، ولا ابغى اندم، اني اقوى من جذي، واشجع من اني انهار بهالطريقة، بلعت ريقي، ادري صعبة علي، بس ما بخليه يأثر علي، واللي صار لازم احاول انساه، وابراهيم لازم ينمسح بحياتي، بيكون مثل قبل ولد عمي وبالاسم، ما بحبه ولا بكرهه، لأن الكره قيمة انسانية إبراهيم ما يستحقها، اللي سواه اكبر من كلشي، وألف ألف ألف الحمدلله والشكر له أن بالوقت المناسب انقذني أسامة وما صار شي ينهي حياتي، قعدت على سريري واني احس بدقات قلبي طبول، ادري اني خايفة ومشاعري متوترة وهايجة، بس لازم أهدأ عشان أفكر بعقلي وأتوصل لحل، ياما شفت مشاكل ربعي وحليتها، وياما تعايشت ويا المشاكل وكتمتها، وحتى أبسط الأشياء اخفيتها عن الكل، الحين لازم أبتعد عن عواطفي عشان افكر صح! هالكلام دائماً اقوله لربعي والحين لازم اقوله لنفسي،، ولازم افهمه واطبقه ...
بس شنو اللي يهدي قلبي؟ ومشاعري الهايجة؟ وأنفاسي السريعة .. التفت لأجواء غرفتي، بطلت كبتي وطلعت لي تنورة بلون الشوكولا لتحت الركبة، وعليها بلوزة مشجرة بلون بيج مرتفع درجاته، تنربط بخيط في الرقبة، وشفاف شوي بمنطقة الظهر فوق، طالعت شكلي بالمنظرة، هذي البدلة لبستها بعيد ميلاد علياء الأخير، حسيت بدموعي تتجمع، وسالت دمعتي وعلى طول مسحتها بمكابرة، ما بصيح! ما بتعب نفسي، ما بفيدني الصياح شي، التفت للمنظرة وعدلت شعري ولبست اكسسوارات وحطيت لي قلوس وكحل وتزينت، منو ابراهيم عشان ينكد حياتي ويخليني اصيح واحزن عشانه؟ منو اهو ؟
قعدت على سريري وفتحت القرآن بعد ما لبست حرام الصلاة، وقرأت أربع صفحات وبعض من السور القصيرة عشان أهدأ نفسي، وصليت على النبي وأستغفرت ربي ورددت بعض التسبيحات، وبالفعل حسيت بالراحة تسري بداخلي، دخلت وتوضأت وتنشفت بالفوطة، اتصلت في هدى، محتاجة اقول لها، لازم اقول!
ظلينا نسولف بهدوء والجوّ كان متوتر، لين ما قررت اقول، وقلت بصوت منخفض هادئ: هدى تعرفين معزتش عندي! وانش انسانة مختلفة بحياتي! وفي اشياء قلتها لش يمكن ما فهمتها الا بعد ما صارحتش فيها! وانتي الوحيدة الي فتحت قلبي لها، عشان جذي بقولش اللي صار لي!
هدى: قولي منوي اني اسمعش، وتأكدي ان سرش في بير وبحترم رغبتش
حسيت الحروف تتحشرج ببلعومي، مهما كابرت وقاومت ما اقدر امنع مشاعري، ياريتني اقدر انزع قلبي من صدري، ما ابغى اضعف ولا احد يشفق علي، قلت بهدوء: تذكرين ولد عمي ابراهيم اللي قلت لش عنه؟
هدى: ايه اللي قلتين لي من اسبوعين انه يحبش ويحاول يتقرب منش!
ـ ايه، امس رحت بيتهم وصار لي موقف وياه!
هدى: شنو اهو؟
سكت فترة، وحسيت بدقات قلبي تتسارع، جاهدت عشان امنع دموعي، وقلت بصوت مبحوح: دخلت البيت بروحي، ولاقيته! ......... مسكني وحاول
ورجعت سكت، قالت هدى بخوف: منى؟ كملي شصار؟
قلت بسرعة عشان ما افقد شجاعتي: حاول يعتدي علي ويضيع شرفي، كان سـ سكران! بس أسامة ولد خالتي لحق علي و ....
شهقت هدى وبعدين سكتت مدة واني ساكتة، ونزلت دموعي لا ارادي، قالت هدى بتنهيدة: بس الحمدلله ما صار شي!
هزيت راسي وقلت بضعف: طعن قلبي ورسم بداخلي جرررح ما يندمل لين موتي!
هدى: صدمتيني منوي! ابد ما توقعت جذي
ظليت ساكتة وما تكلمت، قالت هدى بعطف: وتبين تكتمين؟ وتسكتين؟ وش حسيتين منى؟
سكت، ما ابا اقول مشاعري، ولا ابي ابين اللي بداخلي، قالت هدى: منوي لا تسكتين، السكوت ما يفيدش!
منى: ما بسكت!
هدى: اقصد مشاعرش، لازم تفضفضين بين فترة وفترة!
عصرت عيوني بألم، لو فضفضت يا هدى غرقت الدنيا، لو اقولش عن لحظات الغيرة اللي تحرقني على محمد وعليش بتحتقريني، لو اقولش عن أنانيتي وحب التملك اللي فيني بتكرهيني، بتعرفين اني مو الملاك اللي تعرفينها! ولا البنت الطيبة ... آه بس لو اقدر انزع احساس الغيرة اللي يشتعل بداخلي، اغار على محمد وجواد بشكل غير طبيعي، اني ما احسدهم! حاشا والله واللي خلقني اتمنى لهم الخير، بس احبهم والله احبهم! هذول اخواني!
قالت هدى: منوووي! ليش ساكتة؟
قلت بشرود: ماعندي شي اقوله هدى، بس محمد مصرّ اني اتكلم وماني عارفة شلون بقوله
سكتت هدى، وقلت: خايفة من ردة فعل محمد
هدى: بيقتله!
قلت بخوف: هذا اللي خايفة منه
هدى: بس لازم تتكلمين لا تسكتين!
وسولفت معاها شوي وسكرت التلفون، رجع الحزن لي مرة ثانية، لبست عبايتي المسكرة، اخاف اذا محمد شاف شنو لابسة يحمق علي، مايبين تحت العباية اني لابسة قصير! لفيت حول نفسي واني اطالع بالمنظرة، مايبين، انفتح الباب فجأة، وكان محمد، طالعني بنظرة وطلع واني طلعت من الغرفة بعد ما طفيتها، نزلت تحت لقيت علياء لابسة وشكلها تنتظر، علياء بتيي!! ياويلي الله يستر، دخلت السيارة وقعدت، واحنا ساكتين، ومحمد ساكت ينتظر السيارة تصخن، كنت منزلة راسي، التفت لي محمد ورفعت راسي اطالعه، قالي بحزم خوفتني نبرته: شنو حاطة بويهش؟
قلت بخوف: شنو؟؟
سحب ورقة كلينكس وعطاني اياها: شيلي اللي بشفايفش هذا!
بلعت ريقي: محمد اني من زمان احط لي مو توني!
صرخ علي وطفرني: لا تناقشين! طالعة تتبرجين لوشسالفة؟ كحل ما يبين سكتنا، دلاعة البنات وهالسخافة ليش بعد؟
مسحت القلوس ولفيت للدريشة وسكت، الغصة واقفة لي في حلقي، هذا وقتك تصارخ علي وتهاوشني؟ اني في شنو وانت شنو ؟
............
بعـد ساعة .. قبال البحر، طالعها بحنان: يالله تكلمي اكا علياء بعيد عنا، قولي شصار
نزلت راسي خايفة، ما اقدر اواجهه صعبة صعبة صعبة! الخطوة اصعب من ما تصورت، قالي بحنان: منى! طالعيني لا تنزلين راسش، وتكلمي
رفعت راسي ويوم جت عيني في عينه ما قدرت، قمت من على الصخرة وعطيته ظهري، مستحيل اطالع في عيونه، اخاف! ما عندي الجرأة ...
وظليت على هالحال مدة طويلة، بعد اصرار منه وبعد ما ضغط علي قلت له بخوف: ما بقدر اتكلم، عطني ورقة!
طالعني مستغرب، ابتعدت عنه ودخلت السيارة اخذت الورقة وكتبت فيها، وعطيتها اياه وقلت له: السر بتشوفه بهالورقة، بس مب الحين تقرأه، خلنا نرجع البيت، واذا دخلت غرفتك قبل لا تنام تشوفه، بس توعدني وعد!
محمد: شنو؟
ـ ما تتصرف الحين! ولا تسوي ولا شي! وبعد ما تدخل غرفتك الليلة ما تطلع، والصباح رباح!
محمد: تخوفيني جذي انتين!
ـ محمد ما انكر ان الشي كبير، بس تكفى اوعدني! لا تخليني اندم ان اني قلت لك!
محمد: خلاص اوكي، وعد ... يالله نادي علياء وتعالوا السيارة ...
ورجعنا البيت واني افكر باللي كتبته في الورقة ....
..
..
..
..
..
..
...
" نهاية الجزء الـ 23 "